السبت 25 شوّال 1445 - 4 مايو 2024
العربية

كتب غريب القرآن .

263548

تاريخ النشر : 17-07-2017

المشاهدات : 64151

السؤال

بأى كتب غريب القرآن تنصحون المبتدئين ، ثم ما الكتب التى تناسب تلك المرحلة بالتدريج دون البدء بمطولات أو كتب كبيرة .

الجواب

الحمد لله.

أولًا :

المراد بالغريب: تفسيرُ مفرداتِ القرآنِ عمومًا، فكتبُ غريبِ القرآنِ تُعْنَى بدلالةِ ألفاظِه، دونَ غيرِها من المباحثِ المتعلقةِ بالتَّفسيرِ أو المعاني.

وهو جزءٌ من علمِ معاني القرآنِ؛ لأنَّ علمَ معاني القرآنِ يقومُ على بيانِ المفرداتِ أوَّلاً، ثُمَّ يُبيِّنُ المعنى المرادَ بالآيةِ، مع الاعتناءِ بأسلوبِ العربِ الذي نزلَ به القرآنُ .

ينظر: أنواع التصنيف: (60)، التفسير اللغوي: (329).

قال الزركشي: "ومعرفة هذا الفن للمفسر ضروري، وإلا فلا يحل له الإقدام على كتاب الله تعالى" البرهان: (1/ 292)، وينظر : الإتقان: (2/ 5).

ثانيًا:

سارت المؤلفاتُ في غريبِ القرآنِ في ترتيبِها على طريقتين:

الأولى: السَّيرُ على ترتيب الألفاظِ في السورِ، مبتدئةً بسورة الفاتحة، ومختتمةً بسورةِ النَّاس، وعلى هذا التَّرتيبِ سارَ أبو عبيدة (ت: 210) وابن قتيبةَ (ت: 276)، وابن التركماني (ت: 750) في بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب.

الثانية: ترتيبُ الألفاظِ القرآنيَّة على الحروفِ الهجائيَّةِ، وغالبُها سارَ على الترتيبِ الألفبائي؛ ككتابِ مفرداتِ ألفاظِ القرآنِ، للرَّاغبِ الأصفهانيِّ (ت: بعد 400)، وكتابِ تحفةِ الأريبِ بما في القرآنِ من الغريبِ، لأبي حيان الأندلسيِّ (ت: 745)، وكتابِ عمدة الحفاظِ في تفسيرِ أشرفِ الألفاظِ، للسَّمينِ الحلبيِّ (ت: 756)، وغيرها.

وكتب أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الرَّازيُّ (ت: 666)، صاحب كتابِ مختار الصِّحاحِ، كتابًا في غريبِ القرآن، ومشى فيه على طريقة الباب والفصلِ، أو ما يُسمَّى بنظامِ التَّقفيةِ، وهو ترتيبُه على أواخرِ الكلمةِ، ثمَّ ترتيبُ ما ورد فيها على الألف ثم الباء وهكذا: (بدأ، برأ، بطأ، بوأ)، وهكذا إلى آخر الكتابِ.

وانفرد ابنُ عُزَيزٍ السِّجستانيُّ (ت: 330) بترتيب موادِّ كتابِه ترتيبًا لم يُسبق إليه، حيث رتَّب كتابه على الحروفِ غير معتدٍّ بأصل الكلمةِ، وبدأ بالمفتوحِ، فالمضمومِ، فالمكسورِ، ورتَّبَ الألفاظَ في كلٍّ حسبَ ورودها في السُّورِ، وهذه الطَّريقةُ يصعبُ فيها الوصولُ إلى اللَّفظِ، كصعوبةِ هذا التَّرتيب الذي سارَ عليه، ولم يتبعْهُ أحدٌ في التَّأليفِ على هذه الطَّريقةِ.

انظر: أنواع التصنيف: (64).

وقد أُفرد " علم الغريب " بمصنفات خاصة في التعريف به، وبكتبه، منها:

1- غريب القرآن، رجاله ومناهجه، د. عبدالحميد سيد طلب .

2- علم غريب القرآن، مراحله، ومناهجه، وضوابطه، لإبراهيم بن عبدالرحيم حافظ حسانين .

وقد أربت المصنفات في الغريب على ثلاثمائة مصنف كما عده من ألف في الغريب .

ثالثًا:

وسوف نذكر هنا بعض الكتب التي تصلح للمراحل الثلاثة: ( المبتدئ - المتوسط - المنتهي ) ، مع اعتبار أن أمر الاختيار والترتيب هو أمر نسبي في كثير من الأحيان، يخضع لحال الشخص نفسه ، وما يلائمه .

فمن الكتب التي تصلح للمبتدئين:

1- ( السراج في بيان غريب القرآن )، للدكتور محمد عبدالعزيز الخضيري، وقد نفع الله به، وتعددت طبعاته .

2- ( وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار )، للدكتور عبدالعزيز الحربي ‏.

3- (كلمات القرآن ) للشيخ حسنين مخلوف، وهو من أشهر كتب الغريب الصالحة للمبتدئين، وقد صنع الناس على غراره كتبًا كثيرة .

ومنها أيضًا:

4- (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) لأبي حيان الأندلسي صاحب التفسير، ويمتاز الكتاب بحسن العبارة، وسهولتها على جلالة مؤلفه، وإمامته.

ومن كتب المتوسطين:

1- (غريب القرآن)، لابن قتيبة .

2- غريب القرآن المسمى (نزهة القلوب) لأبي بكر السجستاني، وهو من أشهر كتب الغريب، وأحسنها، وقد رتب على حروف المعجم، كما صنع له بعضهم ترتيب على السور .

3- (التبيان في غريب القرآن) لابن الهائم، وهو مما يستغنى به عن كتاب السجستاني، لأنه رتب كتاب السجستاني على السور، مع زيادات .

ومن كتب المتقدمين:

1- (مجاز القرآن)، لأبي عبيدة، وهو أصل لما جاء بعده .

2- (المفردات)، للراغب الأصفهاني، وهو من أشهر كتب الغريب، وأحسنها ، وأكثرها دورانًا في المصنفات والعزو .

3- ( عمدة الحفاظ )، للسمين الحلبي، وهو من أجمع كتب الغريب، واستوعب ما جاء قبله، وزاد، مع تحقيق وتحرير .

4- (المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد حسن حسن جبل، وهو كتاب معاصر، جليل القدر، حرر فيه مؤلفه المفردات، وأرجعها إلى أصولها مع عناية بالسياق، وغير ذلك .

ومن الكتب المهمة في معرفة الغريب للدارسين ، والمتقدمين في ذلك العلم:

5- (مفردات القرآن) للفراهي الهندي، وفيه من التحقيق والتحرير والجدة ما يعجب الناظر، غير أنه لم يتمه .

فإذا تبين ذلك، فإن المنهج الذي ننصح به، في دراسة علم غريب القرآن، ما يلي:

1- حفظ كتاب من كتب المرحلة الأولى، ونرجح كتاب: (السراج) لسهولته، وسلامته مما يرد على غيره، من طول، أو تأويل كلامي، أو نحو ذلك .. فإن لم تستطع الحفظ، فالتكرار وكثرة النظر.

2- مطالعة كتاب من الكتب المتوسطة، ككتاب (ابن الهائم) .

3- مطالعة الكتب المتقدمة، ولا يغني فيها كتاب عن كتاب، وأهمها (المفردات - عمدة الحفاظ - المعجم الاشتقاقي) .

 والله أعلم . 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب