الجمعة 17 شوّال 1445 - 26 ابريل 2024
العربية

كيف يقنع أستاذه الذي ينكر الجنة ؟

265948

تاريخ النشر : 10-03-2018

المشاهدات : 4403

السؤال

أريد ردا على أستاذ يدرس مادة الفلسفة يزعم أن الجنة ليست إلا مسألة كسل وخمول .

الجواب

الحمد لله.

الإيمان بالجنة داخل في الإيمان باليوم الآخر، وهو أحد أركان الإيمان، كما قال تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ...) البقرة/ 177 .

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) البيبنة/7، 8.

وفي حديث جبريل: ( قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ . قَالَ: صَدَقْتَ) رواه مسلم (8).

والإيمان بالجنة أمر مقطوع به، معلوم من الدين الضرورة، يكفر منكره، وليست كسلا وخمولا، بل هي جزاء الله لعباده الصالحين، أعد لهم فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

والعقل السليم يدرك حكمتها، وأثرها في اجتهاد العبد في الدنيا، وتحمله المشاق، وصبره على المكاره، انتظارا لموعود الله.

قال تعالى: ( يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ) الزخرف/68- 73 .

وقال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لعامل كسرى: " نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ، كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلاَءٍ شَدِيدٍ، نَمَصُّ الجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الجُوعِ، وَنَلْبَسُ الوَبَرَ وَالشَّعَرَ، وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالحَجَرَ !!

فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ - تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ - إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، أَوْ تُؤَدُّوا الجِزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا، أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الجَنَّةِ ، فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ" رواه البخاري (3159).

فيُبين لهذا المدرس أن إنكار الجنة أو الشك فيها : كفر بالله العظيم ، ويؤمر بتلاوة ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك .

وأنه إن آمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم: آمن بالقرآن والسنة وما فيهما من ذكر الجنة والنار، فالإيمان بالله : يقتضي التصديق الجازم بما أخبر به.

فإن لم يكن مؤمنا بالله فلا فائدة من مناقشته في أمر الجنة، بل السبيل هو إثبات وجود الله ووحدانيته، وإثبات نبوة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل ذلك لزمه أن يصدق بالغيب، ومنه الموت والحساب، والجنة والنار.

وينبغي أن يقوم بهذا الحوار من كان مؤهلا لذلك ، ممن له ممارسة بمناقشة الملحدين ورد شبهاتهم .

وأما غير المؤهل فلا يصح منه ذلك، وقد يفسد أكثر مما يصلح، وقد ينحرف من ورود الشبهات التي لا يمكنه دفعها.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب