الحمد لله.
الرقية من السحر والعين والأوجاع والأمراض ، جائزة مشروعة إذا كانت من القرآن والسنة ، أو كانت من الأدعية والكلمات التي لا شرك فيها ولا بدعة ؛ لما روى مسلم (5862) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ : ( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) .
فمن القرآن الكريم : قراءة الفاتحة ، والمعوذات ، وآية الكرسي ، والآيات التي يذكر فيها السحر وإبطاله ، كما في سورة الأعراف ويونس وطه ، وقد سبق بيان هذه الآيات في جواب السؤال رقم (12918)
ومن الأدعية الواردة في السنة :
اللهم رب الناس، أذهب البأس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) ( ثلاث مرات ).
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك .
بسم الله ثلاثاً ، ثم يقول سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
فهذه أدعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها المريض أو المصاب بالسحر أو العين ، ويجوز أن يقرأها على ماء ، ويشرب من هذا الماء أو يغتسل .
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة مستحبة قبل الدعاء وبعده ، وهي من أسباب قبول الدعاء ، وسواء كان الدعاء دعاء رقية أو غير ذلك ؛ لقول قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه الطبراني في "الأوسط" (1/220) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (4399) .
ولما روى الترمذي (3476) عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) وفي رواية له (3477) : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) . قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2765 ، 2767).
فإذا شرعت في الرقية والدعاء فابدئي بحمد الله تعالى والثناء عليه ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قراءة آيات وأدعية الرقية ، ثم اختمي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي ذلك الخير العظيم إن شاء الله .
وأفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة الإبراهيمية التي تقال في جلوس التشهد في الصلاة ، ولو صلى الإنسان بصيغة أخرى مختصرة ، كقوله : اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، فلا بأس .
والله أعلم .
تعليق