الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل يجوز التعلّم على يدي معلم غير مسلم ؟

209987

تاريخ النشر : 20-12-2013

المشاهدات : 19865

السؤال


أنا معلمي في المدرسة غير مسلم ، فهل يجوز لي التعلم منه ؟

الجواب

الحمد لله.


العلم علمان : الأول : علم شرعي : فهذا لا يؤخذ عن غير المسلمين ، بل لا يؤخذ إلا عن ثقات المسلمين ، الذين يؤتمنون على الأديان .
والثاني : علم دنيوي ، كالرياضيات وعلوم الكيمياء والفيزياء والعلوم الحربية ونحو ذلك ، فهذا يؤخذ عن المسلمين وعن غير المسلمين ، من غير حرج ، وما زال عمل الناس على ذلك .
روى الإمام أحمد (2216) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ ، قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ يَوْمًا يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي قَالَ: الْخَبِيثُ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ بَدْرٍ ، وَاللهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا " .
وحسنه محققو المسند .

قال ابن القيم رحمه الله :
" ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَسْرَى أَنَّهُ قَتَلَ بَعْضَهُمْ ، وَمَنَّ عَلَى بَعْضِهِمْ، وَفَادَى بَعْضَهُمْ بِمَالٍ ... وَفَادَى بَعْضَهُمْ عَلَى تَعْلِيمِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْكِتَابَةَ " انتهى من "زاد المعاد" (5/ 59-60) .

وقال الإمام الشَّافِعِيّ رحمه الله : " لاَ أَعْلَمُ عِلْماً بَعْدَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ أَنْبَلَ مِنَ الطِّبِّ إلَّا أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ غَلَبُوْنَا عَلَيْهِ " .
وقَالَ حَرْمَلَةُ : " كَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَلَهَّفُ عَلَى مَا ضَيَّعَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ الطِّبِّ وَيَقُوْلُ: " ضَيَّعُوا ثُلُثَ العِلْمِ وَوَكَلُوهُ إِلَى اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى " .
انتهى من "سير أعلام النبلاء" (8/ 258) .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الكتب التي ألفها الأقدمون من المسلمين , أو ألفها غير المسلمين وتنفع المسلمين وتعينهم على الإعداد للعدو , وهم في شتى العلوم الدنيوية : يُعتنى بها أيضا , إن كانت تنفع المسلمين وتعينهم على إعداد القوة والاجتهاد فيما ينفعهم في دينهم ويقوي جندهم وجهادهم ضد عدوهم " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (6 /212).

على أن الواجب على مسؤولي التعليم في بلادكم : مراعاة أثر ذلك في نفس الصغار ، والاجتهاد في تخير المعلم المسلم ، الذي يحافظ على النشء ، ويربيه على دينه .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب