الحمد لله.
من كان أصله ببلد ، ثم نزل بلدا أخرى ، وعاش بها مدة ، فلا حرج عليه في الانتساب إلى البلد التي عاش بها ، لأنه نزلها ، لا لأنها أصل مولده ، ومنزل آبائه وأجداده ، دون أن يتضمن ذلك انتفاءه من بلده الأصلي وأهله ، ولا يزال أهل العلم يقولون : فلان البصري ثم المكي ، لأن أصله من البصرة ثم سكن مكة أو نزل بها مدة ، وفلان المصري ثم الشامي ، لأن أصله بلاد مصر ثم نزل الشام . ونحو ذلك فمن هؤلاء :
- مبارك بن حسان السلمي البصري ثم المكي .
" تهذيب التهذيب " (10/ 26) .
فهو من البصرة ونزل مكة فنسب إليها .
- إسماعيل بن مسلم البصري ، ثم المكي المجاور.
" ميزان الاعتدال " (1/ 248) .
بصري الأصل فلما نزل مكة وجاور بها نسب إليها .
- عبد السلام بن حرب الملائي البصري ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ .
" سير أعلام النبلاء " (7/ 334)
- إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيْدَ الْخُوزِيُّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْخُوزِيَّ لِأَنَّهُ نَزَلَ شِعْبَ الْخُوزِ بِمَكَّةَ .
" الطبقات الكبرى " (5/ 495)
- جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري مولى بني الحريش كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم .
" تهذيب التهذيب " (2/ 95) .
- القاضى أبو حامد أحمد بن بشر العامرى المروروذى، ثم البصرى.
قال أبو إسحاق: نزل البصرة ودرس بها، وصنف الجامع فى المذهب، وشرح المختصر للمزنى، وصنف فى أصول الفقه، وكان إمامًا لا يشق غباره، وعنه أخذ فقهاء البصرة، رحمه الله .
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 211)
فأصله من مرو الروذ ، فلما نزل البصر وأقام بها قيل : البصري .
المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي المدني من أهل المدينة ، قال أبو حاتم : كان شاميا نزل المدينة ، صالح الحديث مدني ثقة.
" تهذيب التهذيب " (10/ 265) .
- سعيد بن منصور الحَافِظُ ، الإِمَامُ ، شَيْخُ الحَرَمِ ، أَبُو عُثْمَانَ الخُرَاسَانِيُّ المَرْوَزِيُّ ثُمَّ البَلْخِيُّ , ثُمَّ المَكِّيُّ المجاور.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ : سَكَنَ سَعِيْدٌ مَكَّةَ مُجَاوِراً ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا.
" سير أعلام النبلاء "(9/ 12) .
فهو خراساني بلخي مكي .
" تهذيب الكمال "(1/ 357) .
- عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة أبو مُحَمَّد الكاتب الدينوري سكن بغداد ، وقيل: إن أباه مروزي وأما هو فمولده بغداد ، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها.
" تاريخ بغداد " (11/ 411)
- الفضل بْن سهل الإسْفَرَائينيّ ، الدّمشقيّ ، وُلِد بمصر ونشأ ببيت المقدس ، وسافر إلى العراق، وخراسان تاجرا ، وأقام بحلب مدَّة فنُسب إليها ، ووعظ بها.
" تاريخ الإسلام " (16/ 289).
- أبو إسحاق إبراهيم بن منصور الفقيه الشافعي المصري المعروف بالعراقي ، ولم يكن من العراق ، وإنما سافر إلى بغداد ، واشتغل بها مدة ، فنسب إليها لإقامته بها تلك المدة.
" وفيات الأعيان " (1/ 33) .
- ابراهيم النديم الموصلي ، ولم يكن من الموصل ، وإنما سافر إليها وأقام بها مدة ، فنسب إليها.
" وفيات الأعيان " (1/ 42) .
وغير هؤلاء كثير .
فمن نزل المدينة لطلب العلم فمكث بها مدة ، فلا حرج أن يقال : فلان المدني .
والله تعالى أعلم .
تعليق