الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

ضوابط في اختيار منهج الأنشطة الدعوية في ظل كثرة مناهج الدعوة إلى الله جل وعلا

223476

تاريخ النشر : 14-01-2015

المشاهدات : 6035

السؤال


في حال رغبت في إنشاء موقع إلكتروني متخصص في نشر إعلانات المناشط الدعوية كالدروس العلمية والمحاضرات وغيرها : ما الضابط في اختيار تلك المناشط في ظل كثرة المناهج الدعوية في هذا الزمن، وهل إذا اجتهدت في اختيار العلماء الثقات فقط ، وحصل شيء من الأخطاء في المحاضرات أو الدروس، هل أتحمل ذنباً كوني نشرت إعلان ذلك الدرس او تلك الدورة ؟ وهل هناك أدلة أو آثار يمكن القياس عليها بخصوص هذا الموضوع؟

الجواب

الحمد لله.


إنشاء موقع متخصص في الإعلان عن الأنشطة الدعوية والعلمية : أمر حسن جميل , وهو من باب الدعوة إلى الله جل وعلا , ومن التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله سبحانه به بقوله جل وعلا : (وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة/2 .
وهناك ضوابط ينبغي أن تراعي في الإعلان عن هذه الأنشطة في ظل كثرة الأنشطة الدعوية منها:
1. إن كان هذا النشاط موجها إلى بلد معين أو دولة بعينها فينبغي مراعاة حال الناس في هذا البلد بحيث توجه هذه الأنشطة إلى معالجة مشاكلهم وتقويم أخطائهم , وهذه سنة الله جل وعلا في أنبيائه ورسله أن يبعثهم لعلاج مشكلات أقوامهم وإصلاح العيوب المنتشرة في زمانهم فأرسل شعيبا عليه السلام - بجانب دعوته إلى التوحيد - لعلاج مشكلة بخس الكيل والميزان , وأرسل لوطا عليه السلام - بجانب دعوته إلى التوحيد - لعلاج مشكلة الشذوذ الجنسي , وهكذا كانت دعوات الأنبياء موجهة لعلاج مشكلات أقوامهم , فينبغي على الدعاة أن يتأسوا بالأنبياء صلوات الله عليهم في هذا المنهاج.
2. وقد روى البخاري (1395) ، ومسلم (19) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال : (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ) ، فتأمل كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد عرف معاذا بواقع القوم الذين أرسله إليهم ، وما ينبغي تقديمه في دعوتهم ، ثم رتب له أولويات الدين ومهماته ؛ الأهم ، فالمهم .
3. تقديم الأنشطة التي يقدمها علماء ودعاة صادقون منضبطون بمنهج أهل السنة والجماعة ، معروفون بالعلم والديانة ، على غيرها من أنشطة صغار الطلاب.
فإذا اجتهدتم وبذلتم وسعكم في اختيار محاضرات أهل العلم والدعاة الصادقين المنضبطين بمنهج أهل السنة والجماعة ؛ فلا عليكم بعد ذلك مما قد يحدث منهم من زلات أو اجتهادات ؛ فإن هذا لا يسلم منه بشر ، ولا يسلم منه عالم ، ولا يسلم منه كتاب ؛ ولو اشترط الناس السلامة من ذلك ، لما كان هناك دعوة ، ولا أمر بمعروف ، ولا نهي عن منكر ، ولا تعليم كتاب ، ولا حضور درس ، ولمات العلم ، إذا لم يأخذ الناس إلا عمن لا يخطئ .
على أن الأخطاء التي أشار إليها السائل هي في الغالب من المسائل الاجتهادية التي لا يبدع فيها المخالف ولا يحكم عليه بالإثم .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب