الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 - 18 نوفمبر 2024
العربية

حكم ترجمة قصص المانجا وإرشاد الناس إليها

227080

تاريخ النشر : 03-06-2015

المشاهدات : 43233

السؤال


في جميع الفتوى اللي ذكرتموها لم أرى فتوى بشأن المانجا ، المانجا مختلفة عن القصص الكتابية ، فالكاتب يرسم شخصيات وأحداث ومن ثم يقوم بالكتابة عليها , ماذا حدث في الصورة ، وبما أن أغلب العرب لا يعرفون اللغة اليابانية ، فهناك من الأجانب الذين يتحدثون باللغة الإنجليزية ، ويهتمون بالمانجا ، فيقومون بترجمتها إلى اللغة الانجليزية ، ثم العرب يترجمونها للعربية . وما يحرجني أنها تحتوي على الصور ، ولكنها من رسم اليد ، وهناك في بعض القصص ما يرسم الكاتب موقف ، مثل رجل يقبل امرأة ، وإذا رفضت المرأة ذلك الرجل ، فما الذي يحدث ؟ وفي بعض الفصول أحيانا احتضان الرجل لحبيبته ، أو مواقف من هذا القبيل . مع أني فقط أقرأها لتمضية الوقت ، ولا أريد رؤية ما حرم الله ، فأنا لا أهتم بما يعتقده الكتاب من معتقدات ، أنا فقط اقرأ القصة ، فما حكم ذلك ؟

ملخص الجواب

هذه القصص ، ما لم تنقح ويزل منها المخالفات العقدية والأخلاقية، فلا يظهر مصلحة شرعية راجحة في الاشتغال بها، والعناية بترجمتها فضلا عن إرشاد الناس إليها ، ويخشى أن يكون الانشغال بذلك من قلة النصح للمسلمين ، فيما ينفعهم من أمر دينهم ودنياهم . عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) ، قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) " رواه مسلم ( 95 ) . وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " . رواه البخاري ( 57 ) ، ومسلم ( 56 ) .

الجواب

الحمد لله.

 

أولا :

المانجا : " هي اللفظ الذي يطلقه اليابانيون على القصص المصورة ، ويستخدم خارج اليابان للدلالة على القصص المصورة التي أنتجت في اليابان ، أو القصص المصورة التي رسمت بنمط مشابه للنمط الياباني .

تعتبر المانغا ظاهرة اجتماعية في اليابان ، تعالج كل المواضيع تقريباً ( الرومانسية ، المغامرات ، الخيال العلمي ) ، كما تتوجه إلى كل شرائح المجتمع على السواء " انتهى من " الموسوعة الحرة " .

 

وهذه القصص المصورة المنتشرة قائمة على ركنين :

الأول: رسوم شخصيات هذه القصص، والملاحظ على هذه الرسوم أنها يراعى فيها الدقة في تصميم الشخصية ويركز عليها بمفاتنها، وهذه المفاتن وإن كانت مرسومة فإنها تستدعي التخيلات الواقعية ومظنة للوقوع في النظر المحرم وذلك بأن تثير الناظر لهذه الصور وتدفعه نحو الصور الحقيقية؛ لأن من طبيعة الفكرة أنها تستدعي ما يناسبها، فكيف إذا كانت مما يناسب شهوات النفس؟ فهذا أدعى للاسترسال معها، والشيطان يتدرج في غواية الإنسان بوساوسه.

قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) النور/21.

وخطوات الشيطان هي طرقه ووساوسه . " تفسير السعدي " ( ص 536 ) .

فإذا خلت هذه الرسومات عن المحظورات في شخصياتها من التركيز على رسم المواقف المثيرة للغرائز أو التي لها دلالات عقدية مخالفة لدين الإسلام، ونحوها، فقد سلم هذا الركن ولا بأس بها.

 

والركن الثاني: محتوى هذه القصص ، فمنه ما هو مباح ، ومنه ما هو غير مباح كقصص الحب التي تثير الغرائز ، أو ما يهدف منها إلى نشر قيم كفرية أو محرمة ، وهذا هو الغالب فيها لأنها صادرة عن قوم كفار مشركين ، لهم عقائدهم الوثنية ، ولهم أخلاقهم وعاداتهم التي لا يقر الإسلام كثيرا منها .

لا يقال : أنا لا علاقة لي بعقيدة الكاتب ؛ لأن قصص وحكايات الشعوب : لا يمكن أن تنفصل عن عقائدهم وتصوراتهم بحال ، وهذا أمر معروف في عامة ما يكتب الناس من ذلك .

وينظر للفائدة حكم رسم الشخصيات الكرتونية في جواب السؤال رقم : (82731) .

وعليه فإذا كانت مبنية على قصص تربوية هادفة أو مباحة، وليس فيها مخالفات عقدية أو أخلاقية: فقد سلم هذا الركن كذلك ولا بأس بها.

 

ثانيا :

حكم طلب ترجمتها وإرشاد الناس إليها بما فيها من المخالفات:

فكما سبق بيانه أن هذه القصص المصورة بواقعها الحالي مظنة للفساد الديني والأخلاقي .

 

وبناء على هذا الواقع فيها:

فإرشاد الناس إلى شيء منها مما لا ينبغي فعله للآتي :

النصح بشيء منها يفتح الباب إلى الفاسد منها ، لأن المواقع التي تعرضها لا تميز بين المباح وغيره .

كما أن المسلم الغافل عنها ، هو غافل عن باب من الأبواب التي يكثر فيها الفساد ؛ فلا ينبغي تنبيهه وإرشاده إليها .

 

أما طلب ترجمتها فهو كالسابق مما لا ينبغي فعله ، لأن القصة المطلوب ترجمتها مجهولة التفاصيل ، فقد يكون محتواها فاسدا ، فبعد ترجمتها سينتشر هذا الفساد ، ويسري بين القراء المفتونين بهذه القصص ، فتكونين قد ساهمت في تكثير الفساد ، والمسلم لا يقدم على فعل يغلب عليه الخطر بلا مصلحة راجحة .

 

والحاصل ؛ أن هذه القصص ، ما لم تنقح ويزل منها المخالفات العقدية والأخلاقية، فلا يظهر مصلحة شرعية راجحة في الاشتغال بها، والعناية بترجمتها فضلا عن إرشاد الناس إليها ، ويخشى أن يكون الانشغال بذلك من قلة النصح للمسلمين ، فيما ينفعهم من أمر دينهم ودنياهم .

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) ، قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) " رواه مسلم ( 95 ) .

 

وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " . رواه البخاري ( 57 ) ، ومسلم ( 56 ) .

 

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب