الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

ما حكم زيادة ( وتعاليت ) بعد قول ( وتباركت ) في الذكر الوارد بعد الصلاة ؟

234511

تاريخ النشر : 22-08-2015

المشاهدات : 48983

السؤال


ما حكم قول ( وتعاليت ) في أذكار الصلاة عند تباركت يا ذا الجلالِ والإكرام ، فهل ( وتعاليت ) بعد ( وتباركت ) لا أصل لها ، وما هي فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ؟

الجواب

الحمد لله.


أولاً :
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( وتعاليت ) بعد قول : ( تباركت ) في الذكر الوارد بعد الصلاة ؛ والذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام في ذلك الموضع ، قول : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) ، وفي لفظ : ( ذا الجلال والإكرام ) بحذف حرف النداء ( يا ) .

فقد روى مسلم (591) عن ثوبان رضي الله عنه ، قال : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا "، وَقَالَ : ( اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) .

وروى مسلم (592) ، وأهل السنن عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ : ( اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في " تصحيح الدعاء " (ص/431) :
" وأما زيادة لفظ ( وتعاليت ) بعد لفظ ( تباركت ) ، فلا تثبت في هذا الحديث ، وهي ثابتة في دعاء القنوت ( اللهم اهدنا فيمن هديت... تباركت وتعاليت ) وفي دعاء الاستفتاح بلفظ : ( سبحانك اللهم وبحمدك ... وتعالى جدك ) " انتهى .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" في هذا الدعاء : " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام " ، ما حكم كلمة تعاليت في هذا الدعاء ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
" الأفضل أن لا يقولها في هذا المكان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقولها في هذا المكان - إذا فرغ من الصلاة - بل كان يقول : " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " .
وأما في غير هذا المكان ، فلا حرج أن يقول : تباركت ربنا وتعاليت ، وما أشبه ذلك ؛ لأن الجمع بين البركة والتعالي لم يرد منعٌ منه ، ولا يقتضي معنىً فاسداً ، لكن الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم على صفةٍ معينة : الأفضل للإنسان أن يلتزم بها ، وأن لا يزيد عليها ولا ينقص " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .

ثانياً :
لا نعلم ، بعد البحث ، أن للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتوى خاصة ، سئل فيها عن لفظة ( وتعاليت ) بعينها ، هل تقال في أذكار الصلاة أو لا ؟
لكن قد يفهم من عموم كلامه ، أن لفظة ( وتعاليت ) ليست ثابتة عنده في ذلك الموضع ؛ وذلك لكونه لما بَيَّن ما يقال من الأذكار بعد الصلاة ، لم يذكر تلك اللفظة .

فقد جاء على موقعه رحمه الله : بيان ما يقال بعد الصلاة من أذكار على هذا الرابط : http://www.binbaz.org.sa/node/8475

وجاء - أيضاً - في " فتاوى نور على الدرب " لابن باز (9/161) :
" يسكن معي في مكان العمل أخ في الإسلام مصري الجنسية ، ونصلي جماعة ونختلف بعد الصلاة ؛ لأني أقول بعد الصلاة : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) اللهم أنت السلام ومنك السلام ، أحينا ربنا بالسلام ، وأدخلنا الجنة دارك دار السلام ، تباركت وتعاليت ، أستغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه . ويقول هو : هذا خطأ ، قل : أستغفر الله ثلاث مرات ، فهذا هو القول الصحيح . وجهوني حول ما قلت وحول ما قال صاحبي ؟

الجواب : الذي قاله صاحبك هو الصواب ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته - يعنى إذا سلم من صلاته - قال : أستغفر الله - ثلاثا - اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ذا الجلال والإكرام هذا هو المشروع ، أما الحمد له ، وقول: أحينا بالسلام . وما ذكرت في كلامك هذا لا أصل له بعد السلام ، وإنما المشروع ما قاله صاحبك : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله . ثم تقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام . هذا هو السنة .... " انتهى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب