الثلاثاء 4 جمادى الأولى 1446 - 5 نوفمبر 2024
العربية

حكم العمل في توصيل الحليب إلى مطاعم تقدمه في نهار رمضان

292436

تاريخ النشر : 23-11-2022

المشاهدات : 1654

السؤال

أنا حاليا أحمل رخصة شاحنة، وأنا حذر جدا في الحصول على عمل حلال، فكم يجب أن أكون صارماً فيما يتعلق بالبحث عن عمل؛ لأنني أشعر أن كل وظيفة أبحث عنها تحتوي على بعض الحرام، على سبيل المثال: التوصيل لدى شركة حليب إلى المطاعم والأسواق أمر جيد طوال العام، لكن في رمضان يمثل مشكلة؛ لأن الناس سوف يستخدمونه في القهوة، أو الحبوب أو يشربونها في الغالب في الصباح كما يفعلون عادة في أمريكا. مثال آخر هو: خدمة غسيل الملابس التي توفر الملابس النظيفة للمستشفى وتأخذ الملابس الوسخة، تشمل هذه الملابس أيضا ملابس الممرضات التي تظهر جزءا من عورة المرأة. يرجى تقديم النصيحة؛ لأنني حقا أعاني من وقت صعب، وأنا بالتأكيد أثق بآرائكم.

الجواب

الحمد لله.

إن تحري الحلال أمر عظيم مطلوب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك من فضله، وأن يوسع عليك من رزقه الحلال المبارك.

ولا حرج في توصيل الحليب إلى المطاعم والأسواق، إلا ما ذكرت من توصيله في رمضان، إذا كان الغالب أن الناس يتناولونه في نهاره، فيكون هذا إعانة على المحرم، وقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.

وجاء في الموسوعة الفقهية : "ذهب الجمهور إلى أن كل ما يقصد به الحرام , وكل تصرف يفضي إلى معصية فهو محرم , فيمتنع بيع كل شيء علم أن المشتري قصد به أمرا لا يجوز " انتهى من "الموسوعة الفقهية الكويتية" (9/213).

والكفار مخاطبون بفروع الشريعة على الراجح، فيحرم عليهم الفطر في نهار رمضان كما يحرم على المسلمين.

فإن كان البلد فيه مسلمون، ولا تدري ما الغالب في شراء اللبن من السوق، فلا حرج أن توصله للسوق، وتجتنب إيصاله للمطاعم التي تقدمه في النهار.

وكذلك الحال في غسل الملابس، المعتبر في ذلك هو الأكثر، فإن كان الأكثر هو ملابس للرجال أو ملابس لا تخرج بها النساء متبرجات، فلا حرج في غسلها.

وينبغي ألا تيأس من الرزق الحلال، فإن خزائن الله ملأى، ورزقه واسع، وفضله كبير، فسل الله من فضله وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) نوح/10-12.

وروى أحمد (21242)، والترمذي (2457) واللفظ له عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ)، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: (مَا شِئْتَ)، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

ولفظ أحمد: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: (إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ).

والحديث حسنه الألباني، ومحققو المسند.

يسر الله أمرك، وأعانك، وفتح لك أبواب رزقه.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب