الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 - 18 نوفمبر 2024
العربية

ابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر من رمضان، والصوم لم يفرض إلا في السنة الثانية من الهجرة

314716

تاريخ النشر : 15-09-2019

المشاهدات : 67290

السؤال

هل القرآن نزل في ٢٣ سنة ، وفي ليلة القدر (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) بحيث تكون ليلة القدر في رمضان ـ وقد صام محمد صلى الله عليه وسلم ٩ سنوات ، أي ٩ مرات ، فكيف ينزل القرآن في ٢٣ سنة في رمضان ، والنبي صلى الله عليه وسلم صام ٩ سنوات في رمضان ، ولأن الصيام لم يأتِ منذ أن كان النبي صلى الله عليه نبيّا ، ولأن نبوته كانت ٢٣ سنة أي أنه صام في آخر ٩ سنوات ، والقرآن نزل فقط في رمضان ، فكيف نزل القرآن في ٢٣ سنة من رمضان ؟

الجواب

الحمد لله.

القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في بدء بعثته، وكان أول نزوله في شهر رمضان، في ليلة القدر، كما قال تعالى:  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  القدر/1، وقال:  حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ  الدخان/1-3 .

ثم استمر نزوله مفرقا إلى قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، كما قال الله:  وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا  الإسراء/106 .

ولم يكن الصيام قد فرض حينئذ، بل لم يفرض الصيام إلا في السنة الثانية من الهجرة، أي بعد خمس عشرة سنة من بدء نزول القرآن.

فلا ارتباط بين نزول القرآن والصيام.

ولكن الارتباط بين القرآن وبين شهر رمضان وليلة القدر، وشهر رمضان كان معلوما قبل البعثة وبعدها، وكذلك بقية الشهور.

ولا ارتباط بين ليلة القدر والصيام، فليلة القدر ليلة من شهر رمضان الذي كان معلوما قبل فرض الصيام.

والظاهر أن هذا سبب سؤالك ، وهو ظنك ارتباط ليلة القدر بالصوم، وعدم استحضارك أن هذه الليلة وشهرها كانا موجودين ، حتى قبل فرض الصوم.

فالحاصل:

أن ابتداء نزول القرآن كان في رمضان من العام الأول للبعثة، واستمر نزوله 23 سنة.

وأما الصيام ففرض بعد البعثة -أي بعد نزول أول القرآن- بنحو 15 سنة، وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، وكان القرآن مستمرا في النزول خلال هذه السنوات.

قال القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: (إنا أنزلناه) يعني القرآن، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة، لأن المعنى معلوم، والقرآن كله كالسورة الواحدة. وقد قال: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) [البقرة: 185] وقال: (حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة) [الدخان: 3 - 1] يريد: في ليلة القدر.

وقال الشعبي: المعنى : إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر.

وقيل: بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في ليلة القدر، من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى بيت العزة، وأملاه جبريل على السفرة، ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما نجوما. وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة، قاله ابن عباس" انتهى من "تفسير القرطبي" (20/ 129).

وقال الحافظ ابن حجر: " وبدر كانت في رمضان في السنة الثانية، وفيها فرض الصيام" انتهى من "فتح الباري" (1/ 50).

وينظر للفائدة في بيان نزول القرآن مفرقا: جواب السؤال رقم : (180883) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب