الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

حكم نسيان بعض القراءات

336296

تاريخ النشر : 10-11-2021

المشاهدات : 1701

السؤال

أريد أن أسأل عن حكم نسيان حفظ القراءات، هل هو يدخل في نسيان حفظ القرآن، إذا اعتبرنا أن نسيان حفظ القران حرام، أم إن نسيان حفظ القراءات شيء مختلف، فهل من عرفها وقرأ بها على شيخ، ثم نسيها يكون كمن نسي القرآن الكريم؟

الحمد لله.

أولًا:

حكم نسيان القرآن

اختلف أهل العلم في حكم نسيان القرآن على أقوال :

فقيل: نسيان القرآن كبيرة.

وقيل: معصية وذنب، ولا يبلغ مبلغ الكبائر.

وقيل: إنه مصيبة، تصيب العبد في نفسه ودينه، أو ربما كان عقوبة من الله على بعض عمله، وإن لم يكن في نفسه كبيرة، ولا ذنبا، وهذا هو أظهر الأقوال في المسألة.

وينظر جواب السؤال رقم: (127485).

ثانيا:

حكم نسيان القراءات

لم نقف على شيء في حكم نسيان القراءات، والذي يظهر أنه ليس كنسيان القرآن، فما دام يحفظ القرآن، فإنه لا يدخل في الخلاف الذي وقع في حكم ناسيه، لكن يفوته الفضل بنسيان القراءات.

وقد سئل الشيخ عبد الحكيم بن عبد الله القاسم، عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين:

"ما حكم نسيان الروايات لمن حفظ بعض الروايات في القرآن؟ مع العلم بأنه لم يتلقها عن مشايخ بل عن طريق كتاب يوضح الفروقات بينها وبين حفص.

فأجاب:

حكم نسيان الروايات فرع لحفظ فروع العلم، ولا يأثم الإنسان بذلك؛ بل ولا يأثم من حفظ القرآن ثم نسيه ، لأن إسناد الحديث شديد الضعف ، انظر "سنن سعيد بن منصور(1/87 ح18 (فقد جمع المحقق طرق الحديث) ، ويمكن أن تحمل على نسيان القرآن بسبب الإعراض عنه وهجر العمل به ونحو ذلك، فهذا لا شك أنه فاعل إثماً عظيماً، وأما من نسيه لا عن إعراض بل لتزاحم الأعمال وهو يرغب في مواصلة الحفظ فهذا لا يأثم إن شاء الله.

ولا شك أن العلم يحتاج إلى مدارسة ومراجعة ومذاكرة، وإلا جاء عليه داء النسيان، وقد جاء تحديد مراجعة القرآن أو قراءته في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في مدة أقصاها أربعين، فلا ينبغي التقاصر عن قراءة القرآن فيها انظر ما رواه الترمذي(3570) وأبو داود (1395) وأصله في البخاري(1978)، ومسلم (1159) والله أعلم" انتهى من "فتاوى الإسلام اليوم".

وتعلم القراءات فرض على الكفاية، قال ابن حزم : "طلب علم القرآن واختلاف القراء السبعة فيه وضبط قراءتهم كلهم، فرض على الكفاية وفضل عظيم لمن طلبه إن كان في بلده كثير ممن يُحْكِمه، وأجر جزيل، قال عليه السلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فكفى بهذا فضلًا، وقد أمر عليه السلام بتعليم القرآن فمن تعلمه فهو خير، ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع، وحرام على المسلمين تضييعه، وذهابه من أشراط الساعة، وكذلك ذهاب العلم".

انتهى من"رسائل ابن حزم" (3/162).

فينبغي على من أنعم الله عليه وتعلم القراءات: أن يحافظ عليها، وأن يراجعها، وأن يتعاطى الأسباب الشرعية والطبيعية لحفظها، واستذكارها.

وراجع الجواب رقم: (228933).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب