الحمد لله.
أولا:
ما ذكرت من إحسان إلى أمك وحرصك على عدم إغضابها، وإحسانك إلى أخيك، كل ذلك من الأعمال الصالحات التي يرجى لك بها الأجر في الآخرة والبركة في الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ رواه البخاري (5986) ومسلم (2557).
ثانيا:
أنت مخير بين العفو والتغاضي عن أخيك، والتنازل عن حقك أو بعضه، وبين أن تطالب بحقك من أرض أو غيرها، وليس في طلبك عقوق لوالدتك، والظاهر أنها تشفق على أخيك وترى قلة ذات يده، ولهذا تطيب نفسها بإعطائه المال والهدايا التي تهديها لها، ولا عجب في ذلك فإن الأم قد جبلت على الشفقة والرحمة بأولادها.
فإن أردت حقك، فطالب به برفق مراعيا الأخوّة والرحم، وإن سمحت نفسك به إرضاء لأمك وابتغاء للأجر من ربك فأنت على خير عظيم.
واعلم أن مال الإنسان في الحقيقة: هو ما قدمه، وليس ما تركه لورثته، كما روى البخاري (6442) عن عَبْد اللَّهِ بن مسعود قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ .
وروى مسلم (4689) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ .
فنسأل الله أن يبارك لك، وأن يوسع عليك، وأن يزقك البر والإحسان.
والله أعلم.
تعليق