الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

هل أطالب بحقي من أخي أم أتغاضى عنه إرضاء لأمي؟

351329

تاريخ النشر : 12-07-2021

المشاهدات : 3789

السؤال

لي أخ يكبرني سنا أعطيته مالا على سبيل الشراكة لكنه باع الأصول ولم يعطني شيئا واستولى على الأرض ولا يعطيني من ريعها شيئا. المشكلة هي أن أمي تسكن معه ودائما أشعر بالحرج في المطالبة بحقي إرضاء لأمي ولكن أخي يحول الصراع إلى صراع مع أمي وهي اللي تتصدر المشهد لذلك لا أطالب بحقي. رفض أخي الوظيفة وكان والدي ووالدتي يقدمان له المساعدة لأنهم يسكنون جميعا في بيت العائلة. وعندما تزوجت رفض أخي أن يساعدني. ومن حين لآخر يطلب مني المشاركة في مشروع استثماري وأساهم معه بمبالغ كبيرة. أنا أعطي أمي مبلغا كل شهر يكفيها ويزيد عن حاجتها ولكن أخي وأولاده يستبيحون هذا المال، حتى الهدايا التي أقدمها لأمي يستولون عليها لأن أمي طيبة جدا. وأنا أخشى المطالبة بحقي وإذا لم أتمكن من المطالبة به فيكيفني أن أسامحه لكن أريد وقف هذا ا الاستغلال، علي الأقل المطالبة بقطعة الأرض التي أملكها لأنه يبيع النخل ولا يعطيني شيئا من ثمنه وأنا أسكت إرضاء لأمي حتى لا تغضب مني وأنا لا أريد أن أكون عاقا لها. آخر مشروع ساهمت فيه هو محل زيوت والحمد الله أصبح يدر دخلا جيدا وحالة أخي المادية جيدة ويأتيه هذا الدخل دون عناء وهو جالس في بيته. أما أنا فعملي صعب ودائما بعيد عن المنزل، ولا أدري ماذا أفعل مع أخي الذي لم يقف بجانبي يوما، حتى عندما تزوجت رفض أن يترك لي شقته إلا إذا قمت بتجهيز شقته وتسليمها له جاهزة للسكنى رغم أني كنت في ضائقة مادية. أرجو الإفادة وشكرا.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

ما ذكرت من إحسان إلى أمك وحرصك على عدم إغضابها، وإحسانك إلى أخيك، كل ذلك من الأعمال الصالحات التي يرجى لك بها الأجر في الآخرة والبركة في الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ  رواه البخاري (5986) ومسلم (2557).

ثانيا:

أنت مخير بين العفو والتغاضي عن أخيك، والتنازل عن حقك أو بعضه، وبين أن تطالب بحقك من أرض أو غيرها، وليس في طلبك عقوق لوالدتك، والظاهر أنها تشفق على أخيك وترى قلة ذات يده، ولهذا تطيب نفسها بإعطائه المال والهدايا التي تهديها لها، ولا عجب في ذلك فإن الأم قد جبلت على الشفقة والرحمة بأولادها.

فإن أردت حقك، فطالب به برفق مراعيا الأخوّة والرحم، وإن سمحت نفسك به إرضاء لأمك وابتغاء للأجر من ربك فأنت على خير عظيم.

واعلم أن مال الإنسان في الحقيقة: هو ما قدمه، وليس ما تركه لورثته، كما روى البخاري (6442) عن عَبْد اللَّهِ بن مسعود قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ:  فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ .

وروى مسلم (4689) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ  .

فنسأل الله أن يبارك لك، وأن يوسع عليك، وأن يزقك البر والإحسان.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب