الجمعة 24 شوّال 1445 - 3 مايو 2024
العربية

ما معنى " تعار " في حديث: ( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ...)؟

381928

تاريخ النشر : 23-08-2022

المشاهدات : 74313

السؤال

هل من يضبط المنبه في ساعة من ثلث الليل الآخر، ليقوم فيدعو ويصلي يكون قد أصاب الفضل في حديث النبي ﷺ لمن تعارّ من الليل؟ أم إن الفضل خاصٌّ بمن استيقظ دون تعمد ذلك؟

ملخص الجواب

قوله صلى الله عليه وسلم (تَعَارَّ من اللَّيْل) يعني استيقظ،  والاستيقاظ يعمّ من انتبه من تلقاء نفسه، ومن أيقظه المنبه أو نحوه من الأصوات المحيطة به. ويشير إلى هذا العموم؛ كون الحديث فيه حث على ملازمة الذكر، حتى في أوقات الغفلة، كالمستيقظ في جوف الليل، فيقوم الإنسان مستذكرا لله تعالى لا غافلا عنه، وهذا أمر مطلوب من كل مستيقظ. وينظر للأهمية كلام أهل العلم في التعليق عليه في الجواب المطول 

الجواب

الحمد لله.

عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ  رواه البخاري(1154).

وقوله صلى الله عليه وسلم (تَعَارَّ): أي استيقظ.

قال أبو عبيد القاسم بن سلّام رحمه الله تعالى:

" قال الكسائي، قوله: ( تعارَّ من اللَّيْل ) يعني استيقظ، يقال منه: قد تعارّ الرجل، يتعارّ، تعارّا؛ إِذا استيقظ من نومه، ولا أحسب ذلك يكون إلّا مع كلام أو صوت، وكان بعض أهل العلم يجعله مأخوذا من عِرار الظليم وهو صوته؛ ولا أدري أهو من ذلك أم لا " انتهى من"غريب الحديث" (4/135).

وقال ابن فارس رحمه الله تعالى:

" قال الخليل: تعارّ الرجل يتعارّ، إذا استيقظ من نومه " انتهى من"مقاييس اللغة" (4/36).

والاستيقاظ يعمّ من انتبه من تلقاء نفسه، ومن أيقظه المنبه أو نحوه من الأصوات المحيطة به.

ويشير إلى هذا العموم؛ كون الحديث فيه حث على ملازمة الذكر، حتى في أوقات الغفلة، كالمستيقظ في جوف الليل، فيقوم الإنسان مستذكرا لله تعالى لا غافلا عنه، وهذا أمر مطلوب من كل مستيقظ.

وهذا الذي فهمه أهل العلم، ففسّروا به قول الله تعالى:(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) الطور/48–49.

كما في "تفسير ابن كثير" (7/439).

وجعلوا هذا الذكر من سنن كل مستيقظ في جوف الليل.

قال النووي رحمه الله تعالى: " (باب ما يقول إذا استيقظ في الليل وأراد النوم بعده)

اعلم أن المستيقظ بالليل على ضربين.

أحدهما: من لا ينام بعده، وقد قدمنا في أول الكتاب أذكاره.

والثاني: من يريد النوم بعده، فهذا يستحب له أن يذكر الله تعالى إلى أن يغلبه النوم، وجاء فيه أذكار كثيرة، فمن ذلك ما تقدم في الضرب الأول.

ومن ذلك ما رويناه في "صحيح البخاري" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تعار من الليل... ) " انتهى من"الأذكار"(ص80).

وعدّوه من سنن الاستيقاظ إلى قيام الليل.

قال ابن قدامة رحمه الله تعالى:

" وأفضل التهجد جوف الليل الآخر...

ويقول عند انتباهه ما رواه عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( من تعار من الليل... ) " انتهى من "المغني"(2/ 555–558).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب