الحمد لله.
لا شك في أن نسل فاطمة رضي الله عنها هم أحفاد للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ذريته بنص القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)آل عمران/59 –61.
روى الإمام مسلم (2404) عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: (اللهُمَّ! هَؤُلَاءِ أَهْلِي).
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
" قال كثير من العلماء: إن قوله عليه السلام في الحسن والحسين لما باهل: ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ )، وقوله في الحسن: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ) مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهما، لقوله عليه السلام: ( كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي ونَسَبي )" انتهى من"تفسير القرطبي"(5/159).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" فالذرية: الأولاد وأولادهم، وهل يدخل فيها أولاد البنات؟ فيه قولان للعلماء، هما روايتان عن أحمد، إحداهما: يدخلون، وهو مذهب الشافعي. والثانية: لا يدخلون وهو مذهب أبي حنيفة.
واحتج من قال بدخولهم: بأن المسلمين مجمعون على دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة؛ لأن أحدا من بناته لم يعقب غيرها، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته فإنما هو من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته: ( إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ )، فسماه ابنه، ولما أنزل الله سبحانه آية المباهلة: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ )؛ دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا، وخرج للمباهلة " انتهى من"جلاء الأفهام"(ص299).
فالحاصل؛ أن ذرية فاطمة رضي الله عنها هي ذرية للنبي صلى الله عليه وسلم ومن نسبه، فهو نسب مفضل على سائر الأنساب.
والله أعلم.
تعليق