الحمد لله.
الله سبحانه وتعالى، منزه عن أن ينزل إلى الأرض على شكل إنسان، فهذا نقص يستحيل عقلا وشرعا، فحلول الله جل جلاله في شيء من مخلوقاته، الأرض أو غيرها: محال؛ فإن الله هو الكبير المتعال.
وأن يتشكل في صورة إنسان، أو أن يحل في إنسان: محال أعظم؛ فالله لا يحل في شيء من خلقه، ولا يشبه شيئا من خلقه، وكل ذلك نقص محال عليه شرعا وعقلا.
قال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى/11.
وقال تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) الإخلاص/4، وقال: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) مريم/65.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" النقص منفي عنه عقلًا، كما هو منفي عنه سمعًا، والعقل يوجب اتصافه سبحانه بصفات الكمال، والنقص هو ما ضادَّ صفات الكمال" انتهى من "شرح الأصبهانية" (412).
وهذا السؤال من أسئلة أغبياء الملاحدة، الذين لا يفرقون بين المستحيل والممكن، ومثله قولهم: هل يستطيع أن يخلق إلها مثله، أو هل يستطيع أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟!
وقد أجبنا عن هذين السؤالين، فانظر جواب السؤال رقم:(87677)، ورقم:(39679).
وحاصل الجواب عن هذه الأسئلة الفاسدة:
أن الله قادر على كل "شيء"، والمستحيل ليس شيئا، فلا تتعلق به القدرة، فمن سأل عن القدرة على ذلك، فليثبت إمكان وجود هذا المستحيل أولا، وهيهات.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وأما أهل السنة ، فعندهم أن الله تعالى على كل شيء قدير، وكل ممكن فهو مندرج في هذا ، وأما المحال لذاته ، مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما، فهذا لا حقيقة له ، ولا يتصور وجوده ، ولا يسمى شيئا باتفاق العقلاء ، ومن هذا الباب : خلق مثل نفسه ، وأمثال ذلك" انتهى من "منهاج السنة"(2/294).
وقال ابن القيم رحمه الله في "شفاء العليل" ص 374 : "لأن المحال ليس بشيء، فلا تتعلق به القدرة، والله على كل شيء قدير، فلا يخرج ممكن عن قدرته ألبتة" انتهى.
فالله تعالى قادر على كل شيء، وأما المستحيل فليس شيئا، ولا تتعلق به القدرة.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(147021).
والله أعلم.
تعليق