الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل هناك كتابة على مقام إبراهيم؟

401505

تاريخ النشر : 04-04-2023

المشاهدات : 6178

السؤال

هل صح أن هناك كتابة في مقام إبراهيم بلغة سيدنا ابراهيم عليه السلام؛ لأنني سمعت قصة أنه في زمن من الأزمان بدأ يتفكك ما يوضع حول الحجر لحمايته، فلذلك قاموا بصيانته، وعند صيانته وجدو كتابة على الحجر بلغة غريبة؟

الجواب

الحمد لله.

قد سبق في جواب السؤال رقم: (36521) بيان ماهية مقام إبراهيم عليه السلام.

وأما الكتابة عليه، ففي هذا الزمن لا يمكن التحقق من هذا، فقد ستر حجر المقام من قرون بالمعدن لحفظه من الإنكسار والإندثار، وقد وضع عليه بناء محكم.

وأما خبر هذه الكتابة فقد ذكره الفاكهي في كتابه "أخبار مكة" (1 / 476 - 481)، حيث قال رحمه الله تعالى:

" وقد كان المقام في سنة إحدى وستين ومائة، وعلى مكة جعفر بن سليمان، قد وَهِيَ، فذهب الحجبة يرفعونه فانثلم، وذلك أن المقام حجر رخو يشبه الشنان في المنظر، وهو أغبش ومكسره مكسر الرخام الأبيض، فخشوا أن يتفتت أو يتداعى، فكتبوا إلى أمير المؤمنين المهدي، فبعث إليه بألف دينار أو أكثر، فضببوا بها أعلى المقام وأسفله، وهو الذهب الذي كان عليه إلى خلافة أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله.

ثم أمر به أمير المؤمنين جعفر أن يجعل عليه ذهب فوق ذلك الذهب، ويعمل أحسن من ذلك العمل، فعمل في مصدر الحاج سنة ست وثلاثين، فعمل ولم يقلع عنه الذهب الأول.

فلم يزل ذلك الذهب حتى كان زمن الفتنة في سنة إحدى وخمسين ومائتين، فأخذ جعفر ابن الفضل، ومحمد بن حاتم فضرباه دنانير وأنفقاه على حرب إسماعيل، فيما ذكروا.

وبقي الذهب الذي عمله المهدي أمير المؤمنين، فلم يزل عليه حتى دخلت سنة ست وخمسين ومائتين.

ثم ولي مكة علي بن الحسن عام ...، إذ دخل عليه قوم من الحجبة وأنا عنده، فكلموه في المقام، وقالوا: إنه قد وَهِيَ وتسلّلت أحجاره، ونحن نخاف عليه، فإن رأيت أن تجدد عمله وتضبيبه حتى يشتدّ، فأجابهم إلى ما طلبوا من ذلك.

فأخذ في عمل المقام في المحرم، فأحضر علي بن الحسن عامة الحجبة، فقلع الذهب والفضة عن المقام وخلوه عنه، فإذا الحجر سبع قطع قد كانت ملصقة بعضها إلى بعض، فزال عنها الإلصاق، فأخذت القطع فجعلت في ثوب وختم عليه بخاتم، ثم دعا الصاغة إلى دار الإمارة، وأخذ في عمله...

فأقام الصاغة يعملونه بقية المحرم وصفر، حتى إذا كان يوم الاثنين، وذلك أول يوم من شهر ربيع الأول أرسل علي بن الحسن إلى الحجبة يأمرهم بحمل المقام إلى دار الإمارة ليركبوا عليه الطوقين اللذين عملا له على ما وصفنا ليكون أقل لزحام الناس، فأتوا به إلى دار الإمارة، وأنا عنده وعنده جماعة من الناس من حملة العلم وغيرهم، في ثوب يحملونه حتى وضعوه بين يديه...

وقلبوه ونظروا ونظرت معهم، فإذا في جوانب المقام كلها كما يدور خطوطا في طول الجانب المستدق منه البارز عن الذهب سبع خطوط مستطيلة، ثم ترجع الخطوط في أسفله حتى ترجع إلى الجانب الآخر حتى تستبين فيه من الجانب الآخر، وذلك في التربيع ستة خطوط، وفيه حفر قياسه هذا الخط الذي أخطه، وذلك في عرضه، وفيه أيضا دواوير قياسها هذا الذي أخطه، وفي وسطه نكية من الحجر، وفيه أيضا دوارة في عرضه من الجانب الآخر، قياسها هذا الذي أخطه.

وإذا فيه كتاب بالعبرانية، ويقال بالحميرية، وهو الكتاب الذي وجدته قريش في الجاهلية، فأخذت ذلك الكتاب من المقام بأمر علي بن الحسن بيدي وحكيته كما رأيته مخطوطا فيه، ولم آل جهدي وهو الذي خططته الآن.

فهذا ما استبان لي من الخطوط، وقد بقيت منه بقية لم تستبن لي فلم أكتبها...

فحدثني أبو الحسن علي بن زيد الفرائضي وأخذ مني هذا الكتاب على المقام، فقال: حدثني أبو زكريا المغربي بمصر وقد أخذ مني هذه النسخة، يعني نسخة هذا الكتاب، فقرأتها عليه، فقال لي: أنا أعرف تفسير هذا، أنا أطلب البرابي، والبرابي كتاب في الحجارة بمصر من كتاب الأولين، قال: فأنا أطلبه منذ ثلاثين سنة، وأنا أرى أي شيء هذا المكتوب في المقام في السطر الأول: " إني أنا الله لا إله إلا أنا، والسطر الثاني: " ملك لا يرام " والسطر الثالث: " أصباوت " وهو اسم الله الأعظم، وبه تستجاب الدعوات "...

قال لي أبو الحسن علي بن زيد: وزعم أن هذا الكتاب الذي في المقام بالحميرية.

حدثنا أبو العباس الكديمي، قال: حدثنا سهل أبو عتاب، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( إن في مقام إبراهيم عليه السلام لكتابا لو غسل عنه لقرئ: هذا بيت الله، وضعه على ترابيع عرشه، يأتيه رزقه من كذا، وأول من يحله أهله ) " انتهى.

وهذا الخبر الذي رواه عن ابن عباس لا يصح.

ففي إسناده سماك بن حرب، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" سماك ابن حرب ابن أوس ابن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة، صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقَّن " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 255).

وأبو العباس الكديمي، قد تُكلِّم فيه واتهم، ولخص حاله الحافظ ابن حجر بقوله: " ضعيفٌ " كما في "التقريب" (ص 515).

وفي ( 1 / 76) من كتاب الفاكهي هذا  "أخبار مكة" صورة هذه الكتابة كما صورها الفاكهي بخطه.

وهذه الكتابة إن صحت؛ فهي مجرد كتابة مجهول صاحبها، ولم يرد فيها وحي؛ فليس لها مزية خاصة.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب