الحمد لله.
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ رواه البخاري (6382).
فعلّق الاستخارة على الهمّ بالفعل، ( إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ )، والهمّ: هو العزم والإرادة.
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى:
" هَمَّ بِالْأَمْرِ يَهُمُّ، إذا عزم عليه " انتهى من "النهاية" (5/274).
وجاء في "حاشية السندي على سنن ابن ماجه" (1/417):
" قوله: ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ ) أي أراده، كما في رواية ابن مسعود ".
فالعبد يستخير للأعمال التي سيباشرها ويعزم على فعلها.
والشيء الذي يخطط له في المستقبل: لم يحن وقته ليعزم عليه صاحبه، وإنما هو مجرد فكرة، فربما تتلاشى قبل أن يحين الوقت، فالذي يظهر أن مثل الأمر، هذا يستخير له العبد إذا حان وقته.
والله أعلم.
تعليق