الحمد لله.
هذا الخبر رواه الطبراني في "الأوسط" (5 / 202)، وابن البختري في "مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري" (ص180): عن عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: وَكُنْتُ أَدْعُو جَدِّي أَبِي قَالَ: حدثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَادِمٌ تَخْدُمُهُمْ، يُقَالُ لَهَا: بَرَّةٌ، فَلَقِيَهَا رَجُلٌ، فَقَالَ لَهَا: يَا بَرَّةُ غَطِّي شُعَيْفَاتِكِ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَنْ يُغْنِيَ عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ مُحْمَرَّةٌ وَجْنَتَاهُ، وَكُنَّا مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ نَعْرِفُ غَضَبَهُ بِجَرِّ رِدَائِهِ، وَحُمْرَةِ وَجْنَتَيْهِ، فَأَخَذْنَا السِّلَاحَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنَا بِمَا شِئْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَمَرْتَنَا بِأُمَّهَاتِنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادِنَا لَأَمْضَيْنَا قَوْلَكَ فِيهِمْ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:
(مَنْ أَنَا؟)
فَقُلْنَا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: (نَعَمْ وَلَكِنْ مَنْ أَنَا؟)
فَقُلْنَا: أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
قَالَ: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ يُنْفَضُ التُّرَابُ عَنْ رَأْسِهِ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ دَاخِلٍ الْجَنَّةَ وَلَا فَخَرَ، مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَحِمِي لَا تَنْفَعُ، لَيْسَ كَمَا زَعَمُوا، إِنِّي لَأَشْفَعُ، وَأُشَفَّعُ حَتَّى إِنَّ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ لِيَشْفَعَ فَيُشَفَّعُ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ فِي الشَّفَاعَةِ ).
وقد تفرّد هؤلاء الرواة بهذا الخبر عن جابر رضي الله عنه، وفيهم ضعف.
قال الطبراني: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ، إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ " انتهى.
قال الهيثمي رحمه الله تعالى:
"رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله وُثِّقوا، على ضعف كثيرٍ في عبيد بن إسحاق العطار، والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل." انتهى. "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10 / 376).
فأما عبيد بن إسحاق فقد ضُعّف. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
"عبيد بن إسحاق أبو عبد الرّحمن العطّار ...:
يروي عن: شريك، وقيس.
روى عنه: زهير بن معاوية.
قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاريّ: عنده مناكير. وقال الدّارقطنيّ: ضعيف. وقال الأزديّ: متروك الحديث " انتهى. "الضعفاء والمتروكون" (2 / 159).
وكذا حال القاسم بن محمد.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل: قال أبو حاتم: متروك. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة " انتهى. "المغني في الضعفاء" (2 / 521).
وجدّ القاسم: عبد الله بن محمد بن عقيل: متكلّم فيه أيضا، ضعّفه كثير من أهل العلم بالحديث.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
"عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي:
روى جماعة عن ابن معين: ضعيف.
وقال ابن المديني: لم يدخل مالك في كتبه ابن عقيل ...
وقال أبو حاتم وغيره: لين الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وقال الترمذي: صدوق.
وتكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. وقال ابن حبان: رديء الحفظ، يجيء بالحديث على غير سَنَنِه، فوجبت مجانبة أخباره.
وروى الترمذي عن البخاري قال: كان أحمد، وإسحاق، والحميدي يحتجون بحديثه، وقال علي: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن عقيل … " انتهى. "ميزان الاعتدال" (2 / 432).
والله أعلم.
تعليق