الحمد لله.
أولاً :
القاعدة في بيان العيب في النكاح هو "كل عيب تحصل به النفرة بين الزوجين ، أو يكون سبباً في تفويت مقصود النكاح من الاستمتاع والإنجاب" .
قال ابن القيم رحمه الله : " والقياس : أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يوجب الخيار" "زاد المعاد" (5/166) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " والصواب : أن العيب هو كل ما يفوت به مقصود النكاح ، ولا شك أن مقاصد النكاح منها : المتعة ، والخدمة ، والإنجاب ، وهذا من أهم المقاصد ، فإذا وجد ما يمنع هذه المقاصد فهو عيب " انتهى من "الشرح الممتع" (12/220) .
ومرض السكر من الأمراض الشائعة والمنتشرة ، والإصابة به قد تكون بالوراثة - وذلك في حالات نادرة - ، وقد تكون بعوامل أخرى .
وقد سألنا أحد الأطباء المتخصصين فأفاد بأن مرض السكر تتفاوت خطورته وآثاره بعدة عوامل ، منها :
إذا كان وراثياً أو أصيب به الإنسان من صغره فهو أشد خطورة .
وله عدة تأثيرات ومضاعفات تتفاوت في خطورتها ، ونسبة وقوعها .
فله تأثير ضعيف على الاستمتاع، غير أنه يمكن تجاوزه وإيجاد حل له .
وقد يكون سبباً لحصول وفاة الجنين في بطن أمه أو حصول تشوهات له ، أو إصابته بالمرض نفسه .
والمريض بهذا المرض يحتاج إلى عناية خاصة وإلى نظام غذائي خاص ، وإذا جرح جرحاً أو أجريت له عملية جراحية فالتئام الجرح يكون أصعب من غيره ..
وأفاد أيضاً : بأن التعايش مع هذا المرض يحتاج إلى كلفة مادية ، نظراً لأنه يستمر على أخذ الدواء سنوات طويلة ، ويحتاج إلى عناية خاصة ...
فلهذا كله ينبغي إخبار الخاطب بمرض مخطوبته ، حتى يدخل على بصيرة ، ولا يشعر بأنه قد خُدع في هذا النكاح .
والله أعلم .
تعليق