الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

مُصيبةٌ لزوجةٍ في زوجٍ يرتكب اللواط

تاريخ النشر : 16-04-2002

المشاهدات : 79918

السؤال

اكتشفت أن زوجي واقع في اللواط مع ولد يأتيه لكن ليس دائماً وهو يُخفي هذا الشيء عنا ولا يعلم أنى علمت فماذا اعمل ؟ أرشدني وفقك الله ، مع العلم أني غير مقصرة معه بشهادته هو لي دائما .
عمره 40 سنه ليس صغيراً ، والظاهر للناس انه يحافظ على الصلاة ، والمشكلة لها سنتان ولم أعلم أنا إلا قريباً .

الجواب

الحمد لله.

إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. رجلٌ متزوج ويمارس اللواط !!

هذا والله عين الانتكاسة .. وفساد الفطرة .. وانعدام الإيمان .. وقلة الحياء .. وفقد المراقبة لرب العالمين ..

زوجكِ – أيتها السائلة – ملعون بلعنة الله له لقوله عليه الصلاة والسلام : " ملعون من عمل عمل قوم لوط " رواه أحمد(1878) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5891) .

زوجكِ - أيتها السائلة - أصاب ذنباً عظيماً ، تجب التوبة منه قبل أن يحلَّ به الموت ، وهو مُعرض لغضب الله ومقته ، وخسارة الدنيا والآخرة . يُنظر السؤال (10050) .

فعليكِ بمناصحته – بعد التأكد من عمله – وتذكيره بمراقبة الله له ، وحرص الشيطان على إغوائه ، لعله أن يقف عن تماديه في خطيئته ، نسأل الله السلامة والعافية .

ثم ذكريه بأنه سيكون في يوم من الأيام أباً ، فهل يرضى أن يقوم أحد بالاعتداء على أولاده ؟؟

إن اللواط يجر الويلات على صاحبه ، والأمراض التي قلَّ أن ينجو منها من وقع في حبائل هذه الفاحشة المنكرة الشنيعة ." فإنه يُحدِثُ الهم، والغم، والنُفرة ، عن الفاعل والمفعول.

وأيضاًَ: فإنه يسوَّد الوجه، ويظلم الصدر، ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشة تصير كالسيماء، يعرفها من له أدنى فراسة .

وأيضاً: فإنه يوجب النفرة ، والتباغض الشديد ، والتقاطع بين الفاعل والمفعول به ولابد.

وأيضاً: فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول، فساداً لا يكاد يرجى بعده صلاح ؛ إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح.

وأيضاًَ: فإنه يذهب بالمحاسن منهما، ويكسوهما ضدها، كما يذهب بالمودة بينهما، ويبدلهما بها تباغضاً،

وتلاعناً.

وأيضاً: فإنه من أكبر أسباب زوال النعم، وحلول النِّقم؛ فإنه يوجب اللعن، والمقت من الله ، وإعراضه عن فاعله، وعدمِ نظره إليه؛ فأي خير يرجوه بعد هذا، وأي شرِّ يأمنه ؟ 

وكيف حياة عبد حلَّت عليه لعنة الله ومقته، وأعرض عنه بوجهه، ولم ينظر إليه ؟!!

وأيضاً: فإنه يذهب بالحياء جملة، والحياء هو حياة القلوب؛ فإن فَقَدَها القلب استحسن القبيح، واستقبح الحسن، وحينئذٍ فقد استحكم فساده.

وأيضاً: فإنه يورث من الوقاحة، والجرأة، ما لا يورثه سواه.

وأيضاً: فإنه يورث من المهانة، والسِّفال والحقارة ما لا يورثه غيره.

وأيضاً: فإنه يكسو العبد حلة المقت، والبغضاء، وازدراء الناس، واحتقارهم إياه ، واستصغارهم له –ما هو مشاهد بالحس). اهـ من كلام ابن القيم من زاد المعاد 4/263

 ولقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن لهذه الفعلة أضراراً كبيرة على نفوس مرتكبيها وعقولهم وأبدانهم.

فمن أضرارها:

التأثير على الأعصاب، والمخ، وأعضاء التناسل ، والتهاب الكبد الفيروسي ، بل كثيراً ما يؤدي إلى أمراض الشذوذ الخطيرة: كالزهري، والسيلان، والهربس ، والإيدز. نسأل الله السلامة والعافية .

فعليك أيتها الأخت تذكيره بهذه الأضرار الخطيرة ، فإن لم ينته عن معصيته ، ويترك قبيح صنعه ، فهدديه بطلب الطلاق لعله أن يرتدع ، واعلمي أن الحياة مع هذا الرجل – إن لم يترك ما هو عليه - ستنقلب إلى نقمة عليك وعلى أولادك ، وقد يضرك بمرضٍ يصيبه جراء فعلته الشنيعة .. نسأل الله أن ييسر أمرك .. ويهدي زوجك .. آمين آمين .. والسلام .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد