هل صحَّ الحديث القدسي ( من أجابني حين أدعوه أجيبه حين يدعوني )؟
ما مدى صحة هذا الحديث القدسي ( من أجابني حين أدعوه أجيبه حين يدعوني ) ؟ .
وجزاكم الله خيراً .
الجواب
الحمد لله.
بعد البحث في كتب السنَّة مما وقعت عليه أيدينا واستطعنا الوصول إليه لم نجد هذا
الحديث لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف ، بل ولا بإسناد مركب ، فالحديث لا أصل له
البتة .
وقد جاء في كتاب الله تعالى ربط إجابة الله تعالى لدعاء عباده بالاستجابة له تعالى
بالإيمان به وفعل أوامره واجتناب نواهيه ، وهو ما يكاد يطابق معنى الحديث الوارد في
السؤال ، وفي ذلك يقول تعالى ( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/ 186 .
وإجابة الله تعالى لدعاء لعباده لها صور ثلاثة : إما أن يعجل الله مطلوب السائل ،
أو يدفع عنه من الشر بقدر دعائه ، أو يدخر له قدره ثواباً يوم القيامة، لكن على
العباد تحقيق أسباب إجابة الدعاء والتخلص من موانع إجابته.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع
ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام ونحوه : فإن الله قد وعده بالإجابة ،
وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره
ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة ، فلهذا قال (
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) أي : يحصل لهم
الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان
والأعمال الصالحة ، ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره سبب لحصول العلم كما قال
تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ
فُرْقَانًا ) " . انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 87 ) .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم (
13506 ) شروط
الدعاء المستجاب .
وفي جوابي السؤالين (
5113 ) و (
41017 ) تجد
آداب الدعاء وموانع إجابته .
وإذا أردت معرفة أماكن وأوقات إجابة الدعاء فانظر جواب السؤال رقم (
22438 ) .
وينظر – للأهمية – جواب السؤال رقم (
103099 ) .
والله أعلم