الحمد لله.
بعد البحث في كتب السنَّة مما وقعت عليه أيدينا واستطعنا الوصول إليه لم نجد هذا الحديث لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف ، بل ولا بإسناد مركب ، فالحديث لا أصل له البتة .
وقد جاء في كتاب الله تعالى ربط إجابة الله تعالى لدعاء عباده بالاستجابة له تعالى بالإيمان به وفعل أوامره واجتناب نواهيه ، وهو ما يكاد يطابق معنى الحديث الوارد في السؤال ، وفي ذلك يقول تعالى ( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/ 186 .
وإجابة الله تعالى لدعاء لعباده لها صور ثلاثة : إما أن يعجل الله مطلوب السائل ، أو يدفع عنه من الشر بقدر دعائه ، أو يدخر له قدره ثواباً يوم القيامة، لكن على العباد تحقيق أسباب إجابة الدعاء والتخلص من موانع إجابته.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام ونحوه : فإن الله قد وعده بالإجابة ، وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة ، فلهذا قال ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) أي : يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة ، ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره سبب لحصول العلم كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) " . انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 87 ) .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم ( 13506 ) شروط الدعاء المستجاب .
وفي جوابي السؤالين ( 5113 ) و ( 41017 ) تجد آداب الدعاء وموانع إجابته .
وإذا أردت معرفة أماكن وأوقات إجابة الدعاء فانظر جواب السؤال رقم ( 22438 ) .
وينظر – للأهمية – جواب السؤال رقم ( 103099 ) .
والله أعلم
تعليق