الحمد لله.
ثالثا :
ليس من شرط الصلاح أن يرى المسلم النبي صلى الله عليه وسلم أو الجنة في منامه ؛ لأن
شرط الصلاح هو طاعة الله وتقواه والعمل بما يحب ويرضى سبحانه .
وقد روى البخاري (7280) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟
قَالَ : ( مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ) .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليست شرطاً للصلاح ، فقد يراه المسلم ، وقد لا يراه
- عليه الصلاة والسلام -، وقد يراه ثم لا يوفق ولا يهتدي بعد ذلك ، - نسأل الله
العافية -. فالمهم إتباع شريعته ، وتعظيم أمره ونهيه ، وإن لم تره في النوم ، فكم
من مؤمن تقي من الصحابة وغير الصحابة لم يره - عليه الصلاة والسلام - في النوم ،
فالحاصل أن رؤيته في النوم ليست دليلاً على أنك تقي أو على أنك شقي ، وإنما المعيار
إتباع شريعته - عليه الصلاة والسلام - والاستقامة على دينه ، هذا هو الدليل على
صلاحك أو عدمه ، إن استقمت على دينه وتابعت شريعته فأنت ولي الله ، وأنت من أحباب
رسول الله ، ومن أحباب الله -عز وجل - ، وإذا ضيعت أمره ونهيه ، ولم تستقم على
شريعته ، ولم تؤمن به - عليه الصلاة والسلام - فأنت عدوه وعدو الله - عز وجل "
انتهى من موقع الشيخ .
http://www.binbaz.org.sa/mat/17954
رابعا :
اجتهادك باتباع الشرع الحنيف هو المطلوب منك ، والواجب عليك ؛ فاستمسك به ، ولا
يضرك أنك لم تر رؤية منامية من تلك الرؤى الصالحة ، وليس معنى أن ترى تلك الفتاة
بعض الرؤى ولا ترى أنت ، أنها أفضل منك عند الله وأحب إليه منك ، هذا قول غير صحيح
، بل قد يرى المفضول في منامه من الرؤى الصالحة ما لا يراه الفاضل ؛ إذ التفاضل
الحق كما قدمنا بالعمل الصالح الذي يتنافس به المتنافسون ، والذي به تكون مقاماتهم
عند ربهم ، لا ما يراه المرء في نومه من الرؤى والأحلام .
ولا يلزم أن يكون السبب في عدم حصول هذه الرؤى هو تقصيرك في أداء النوافل ، فلا
تجعل الرؤى وعدمها مقياسا لشيء من الهدى أو الضلال ، أو الطاعة أو المعصية ؛ بل
اجعل مدار ذلك كله على متابعة شرع الله ، والتزام سنة نبيك في نفسك ، قولا وعملا .
وينظر إجابة السؤال رقم (43176)
.
والله أعلم .