الحمد لله.
لا يوجد طريقة في الشرع يسلكها من يريد أن يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، ويجدر هنا التنبيه على أمور متعلقة بالسؤال :
1. لا بدَّ لمن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن يراه على صورته الحقيقية وفي أي مرحلة زمنية من عمره صلى الله عليه وسلم ، وعليه فمن أدَّعى أنه رأى نوراً أو رجلاً ذا لحية بيضاء كاملة أو رجلاً يلبس بنطالاً مثلا : فهذه كلها ليست أوصافاً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فليس هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والشيطان لا يتمثَّل بالصورة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم وأما بغيرها فيمكن له ذلك .
عن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي " . قال البخاري : قال ابن سيرين : إذا رآه في صورته .
رواه البخاري ( 6592 ) ومسلم ( 2266 ) .
وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : صف لي الذي رأيته ، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال : لم تره " ، وسنده صحيح .
وروى الحاكم عن عاصم بن كليب حدثني أبي قال : " قلت لابن عباس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، قال : صفه لي ، قال : ذكرت الحسن بن علي فشبهتُه به ، قال : قد رأيتَه " وسنده جيد .
انظر فتح الباري ( 12 / 384 ) .
2. لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بالرؤى والأحلام ويبني عليها أموره وشئونه ، وينسى يقظته التي طالبه الله تعالى بالأحكام والطاعات فيها .
3. والمسلم المتبع للسنَّة يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بقلبه ، وكلما كان أكثر اتباعاً له كلما رآه أكثر ، فإذا خرج من بيته أو ذهب لمسجده أو توضأ ذكر ما كان يقوله رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإذا صلى أو حج اتبع سنته ، وإذا باع أو اشترى أو تعامل مع الناس مشى على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان في بيته مع أهله وأولاده كان هديه هدي نبيه صلى الله عليه وسلم .
وهذا الذي ينبغي للمسلم أن يحرص عليه ويسعى لتحصيله .
والله الموفق .
تعليق