الحمد لله.
والظاهر - كذلك - أنه إمامهم
في الصلاة ، الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام ، وهو كذلك أميرهم في الجهاد
:
روى مسلم (156) عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ، قَالَ : (
فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ
أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا ، فَيَقُولُ : لَا ، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى
بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ) .
ورواه الحارث بن أبي أسامة ولفظه : ( ينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم المهدي :
تعال صل بنا، فيقول: لا ؛ إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الأمة ) وصححه
الألباني في "الصحيحة" (2236) .
وقد تشابهت الأحاديث الواردة
في المسيح عليه السلام وفي المهدي خليفة المسلمين ؛ فروى البخاري (2222) ومسلم
(155) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ
يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ،
وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ
يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) .
وروى الحاكم (8673) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُر، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( يَخْرُجُ فِي آخِرِ
أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ ، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ
نَبَاتَهَا ، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا ، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ وَتَعْظُمُ
الْأُمَّةُ ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا) يَعْنِي حِجَجًا .
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (711) .
وروى مسلم (2897) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : ( لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ،
فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ
يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا ، قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ
الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا ،
وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ ،
فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ
، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ
أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ
الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ
الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ ،
وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ
يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ،
فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ،
فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ،
فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ،
فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) .
قال القاري رحمه الله :
" قَالَ فِي الْأَزْهَارِ: الْمُرَاد بِالْجَيْشِ الْخَارِجِ إِلَى الرُّومِ :
جَيْشُ الْمَهْدِيِّ ، بِدَلِيلِ آخِرِ الْحَدِيثِ " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/
3412) .
وروى نعيم بن حماد في "الفتن" (1022) عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " الْمَهْدِيُّ يُبْعَثُ بِقِتَالِ الرُّومِ "
راجع لمزيد الفائدة في هذا
الباب أجوبة الأسئلة أرقام : (43840)
، (128682) ، (170174)
، (190967) .
والله تعالى أعلم .