الحمد لله.
أولا :
لا يجوز لأحد أن ينتسب لغير أبيه - ذكرا كان أو أنثى - ؛ لما روى البخاري (3508) ،
ومسلم (61) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ: ( لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ
أَبِيهِ - وَهُوَ يَعْلَمُهُ - إِلَّا كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ
فِيهِمْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) .
ففي هذا الحديث " تهديد من انتسب إلى أب غير أبيه ، بحرمانه من الجنة ، واستحقاقه
عذاب النار ، لتغييره نسبه وخلطه في الأنساب ، وهذا يترتب عليه فساد كثير، يترتب
عليه حرمان وارث ، وتوريث من ليس بوارث ، وتحريم أبضاع مباحة ، وإباحة أبضاع محرمة
، والطعن في نسبه ، وازدراء لأصوله التي تولد منها، وعقوق لها.. إلى غير هذا من
الفساد والآثار السيئة ، ومن أجل ذلك استوجب لعنة الله المتتابعة على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم " .
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/ 371) .
ينظر جواب السؤال رقم : (6241)
.
ثانيا :
إذا كان اسم العائلة مرتبطا بطائفة الإسماعيلية فلا يلزم ذكره في اسمك ، أو في
أوراقك الثبوتية ، بل يكفي أن تتسمي باسم أبيك ، واسم جدك .
وينظر جواب السؤال رقم : (180561)
.
هذا ، مع أن ارتباط هذا الاسم بالطائفة الإسماعيلية : ليس مما يمنع انتسابك إليه ،
أو تسميك به ، فهذا اسم قديم لجدك ؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم : ينسب إلى
جده "عبد المطلب" ، وكان من أصحابه من ينسب إلى : عبد شمس ، وعبد الدار ؛ وكلها
أسماء معبدة لغير الله ، لكن لما كانت التسمية بها قد حصلت ، واستقرت من أيام
الجاهلية ، ولم يكن ممكنا تغييرها ، ولا حفظ الأنساب بدونها : لم يمنع الشرع من
التسمي باسم مضى ، والإخبار عنه ، وإن كان قد حرم التسمية الجديدة بمثله .
وينظر جواب السؤال رقم : (75556)
.
ثالثا :
الواجب أن ينتسب الشخص إلى أبيه الذي أنجبه ، فيقال : فلان بن فلان ، أو فلانة بنت
فلان ، وليس من حق زوجك في شيء أن يرفض زوجك انتسابك إلى أبيك بدعوى أن هذا الاسم
يذكره بأشياء يكرهها ولا يرتضيها ، فهذا حكم شرعي ، ثم إنه حق اجتماعي أيضا ، ليس
من حق الزوج ، ولا من صلاحياته أن يتحكم فيه ، أو يغيره .
لكن : إن أصر على ذلك ، وكانت مخالفته قد تؤدي إلى ما لا تحمد عواقبه من الأذى
والفتنة : فنرجو ألا يكون عليك حرج في انتسابك إلى جدك ، والد أبيك ؛ لأن الجد والد
أيضا .
قال السرخسي رحمه الله في "المبسوط" (27/ 158):
" النَّسَبَ إلَى الْجَدِّ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ إلَى الْأَبِ فِي الْحَقِيقَةِ ؛
لِأَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يُنْسَبُ إلَى الْجَدِّ لِيُعْرَفَ دُونَ الْأَبِ .
أَلَا تَرَى أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُنْسَبُ إلَى جَدِّهِ ، وَكَذَلِكَ أَبُو
نَصْرِ بْنُ سَلَامَةَ يُنْسَبُ إلَى جَدِّهِ؛ لِأَنَّ سَلَامَةَ جَدُّهُ لَا
أَبُوهُ ، وَإِذَا كَانَ يُنْسَبُ إلَى الْجَدِّ صَارَ الْحُكْمُ أَنَّ الصُّلْبَ
وَالْجَدَّ سَوَاءٌ " انتهى .
وكثير من أهل العلم من كان
ينسب إلى جده ، منهم :
- أحمد بن محمد بن موسى ، اشتهر بأحمد بن موسى .
- إسحاق بن إبراهيم بن سويد ، اشتهر بإسحاق بن سويد .
- سعيد بن كثير بن عفير ، اشتهر بسعيد بن عفير .
- عثمان بن عبد الله بن موهب التميمي ، اشتهر بعثمان بن موهب .
- عمرو بن معاذ بن سعد بن معاذ ، غلبت عليه نسبته إلى جده فعُرف بعمرو بن سعد بن
معاذ .
وهذا كثير جدا لا يكاد يحصى .
على أننا نرى أنك إذا لم
تذكري اسم والدك "كريم" في نسبك ، ولم تتمكني من إقناع زوجك بعدم المعارضة في ذلك ،
واكتفيت باسم جدك "سلطان" ؛ نرى أنه يلزمك أن تذكري اسم عائلتك "ميرالي" ، حفظا
لنسبك من الضياع ، وعدم اختلاطه بغيره من الأنساب .
والله تعالى أعلم .