كنت مسلما فيما مضى، ولكن للأسف ارتددت عن الإسلام؛ بسبب الشك، والوسواس الشيطانية، وها أنا ذا أسعى جاهدا للعودة إلى الإسلام، وكلما بحث عن أدلة تثبت صدق نبوة محمد، وجدت كل الأدلة تشير إلى صدقه. ولكن أصابني الشك في الآية: ( وينزل الغيث) أو الآية: ( أأنتم انزلتموه من المزن أم نحن المنزلون). فالإنسان أصبح الآن ينزل المطر من السحب بأحدث التكنولوجيا، فقلت في نفسي: أن هذا سبب فقط لسقوط المطر، ولكن بدأت تراودني أفكار أن الإسلام دين غير صحيح، وشككت في كل آيات القرآن الكريم، وبدأت تأتيني أفكار بأن السماء هي التي خلقتنا، وهي التي ستحاسبنا، ولكنني قاومت كثيرا، وحاولت جاهدا على الأقل إبقاء نفسي مؤمنا بالله الواحد، ولكن لم أقدر؛ لأنني وجدت حتى النصارى واليهود يقسمون بحق السماء، فظننت أنهم يعبدونها، ولكن سألت أكثر من مسيحي و يهودي حول من خلق السماوات، فيجيبونني أن الله هو خالق كل شيء، ومع هذا تأتيني أفكار بأن النصرانية واليهودية أديان خاطئة، ولكن ستدخلهم السماء الجنة؛ لأنهم أقسموا بها، وها أنا الآن أعيش تعيسا، كارها حياتي، أريد من يقنعني حول الاستمطار الاصطناعي، رغم أني درست، وبحثت فيه كثيرا، فوجدت أقوال العلماء أن تدخل الإنسان سبب لا غير، ولكن مع ذلك لا زلت أشك، والسبب هو: لأنني عندما كنت مسلما كنت أصدق أي شيء حول التفسير، الأمر الذي جعلني أشك أكثر في ديني. أنا أريد إجابة تجعلني اعود للإسلام بأي طريقة، فقد كنت مرتاحا في الإسلام لو لم تأتيني هذه الهواجس والشكوك. ولكني خائف أن الله ختم على قلبي بالكفر، فأرجوكم ساعدوني بأي طريقة، وأجركم على الله، وتنسونا من صالح دعائكم.
الحمد لله.
بادئ ذي بدء ، نذكرك بأمر أنت تعلمه جيدا ، بشأن هذه (الشبهة) التي شُبهت عليك ، وهذه المتاهة التي أوقعت نفسك في مهاويها ، بلا مبرر منطقي ...
نذكرك بأن هذه الشبهة : ليست أمرا جديدا ، وليست كشفا مذهلا ، سوف ينسف أصول الدين والإيمان ....
لا ، لا ، ليست شيئا من ذلك ، وقد بحثت أنت .. وقرأت .. وسمعت ...
ولو كنا نعتقد أن هذه الإشكالية ، هي شيء يستحق الاهتمام فعلا ، منك أولا ، ثم منا ثانيا : لكان علينا أول شيء أن نحيلك على جواب قد سبق في موقعنا ، حول نفس الإشكالية ، ولسنا ندري : هل اطلعت عليه ، أم لا ؟
وعلى أية حال فجوابنا السابق كان بعنوان (المطر الصناعي " حقيقته ، وأقوال العلماء فيه)
على أن الذي نريد أن نقوله لك هنا حقا ، ونصدقك القول فيه :
أن جواب هذه الشبهة ، وحل هذا الإشكال : ليس هو الذي يريح قلبك ... وليس هو طوق النجاة لك من هذه الظلمة التي تغشى بصرك ، وفؤادك .. وهذه المهواة السحيقة ، التي ألقيت نفسك فيها ؛ ومرة أخرى : بلا مبرر منطقي يدعوك إلى ذلك ...
فقط نريد أن ننبهك ، أو نذكرك بأمر يتعلق بقضية "الاستمطار" أو "المطر الصناعي" ؛ ننبهك إلى أن هذا الأمر ليس وليد اليوم ، ولا أمس ، ولا السنة التي مضت ، ولا العقد الذي تصرم ... بل عمرها قد جاوز السبعة عقود ، من سنين الناس ، وأيامهم ؛ فكان ماذا ؟
ما الذي ترتب على ذلك "المطر الصناعي" ؟
وكم من "الأرض الميتة" قد أحياها ؟
وكمن من الظمأى ، في ربوع الأرض ، قد أرواهم ذلك المطر ؟
وكم من اللهيب أطفأه ؟ ومن الحريق أخمده ؟ ومن الزرع أنبته ؟ ومن ... ، ومن .. ومن ؟
هل سمعت بموجات "التصحر" والجفاف ، في ربوع الأرض ، شمالا ، وجنوبا ؟
هل سمعت بالحرائق التي تسبب بها جفاف الغابات ، في كاليفورنيا – ليس في أدغال أفريقيا ، ولا نحوها - ، أو اليونان ، أو في الجفاف والجدب في أستراليا ...
لا بد أنك سمعت بشيء من ذلك ، وهو أقرب إليك من سؤالنا ، لو أردت أن تعرفه ؛ ثم كان ماذا ؟
ماذا فعل المطر الصناعي ، وماذا فعلوا به ؟
هلا أطفؤوا به حرائق الغابات ؟ أو سقوا به الحيوانات التي تموت عطشا ، وهزالا؟
يا عبد الله ؛ إن الارتباك أمام شيء كهذا ، والاهتزاز الذي أصابك : هو أشبه من "الانبهار" بلعبة أطفال صغيرة ، حقيرة ؛ والكون من حولك بكل هذا الجمال ، وبكل هذه الروعة ، وبكل هذه السعة ...
إن هذا أشبه بالهزل ، في مقام جد ؛ كل الجد !!
أتريدنا أن نزيدك ، ونلفت نظرك :
لم تكن في حاجة إلى أن تتعب نفسك كل هذا التعب ، ولا أن تبحث عن "المطر الصناعي" ، و"الاستمطار" ، ووو ؛ فإننا متى أجبناك عن ذلك ، أوشك شيطانك أن يوحي لك بوسواس جديد ، فيقول لك :
والهندسة الوراثية ، ويقول لك : و"الريبوت" ، ويقول لك : والفضاء ، والطيران ...
وسوف يقول ، متى ما وجد منك إذنا مصغية ، وقلبا يتلقى ، ويقبل منه ذلك : الوسواس ، ليستقر فيه ، ويعمل فيه عمله ؛ عمل النار ، في الهشيم اليابس !!
لم تكن في حاجة إلى تكلف ذلك كله ؛ فقط عليك أن تقرأ الآيات التي سألتنا عنها ، اقرأها كاملة ، وسوف تجد فيها مشكلة أخرى ، كانت أسهل عليك من هذه ، لو أنها حقا ، في حيز الإشكال ؟!!
قال الله تعالى :
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ الواقعة/63-67
أفرأيت ، يا عبد الله ؛ ما يحرث الناس ، ويستنبتونه من الأرض ؟
إن الله يقول لهم :
إن حرثكم ، وزرعكم ، وسقيكم ... ، ليس هو الذي ينبت النبات ، حقيقة ؛ بل الذي يتولاه ، ويرعاه ، ويكلؤه : هو الله ؛ إن الزارع ، حقيقة : هو الله !!
يقول لهم ذلك ، وهم يحرثون ... ويزرعون ...
وما زال البشر ، يحرثون ، ويزرعون ، والله يقول لهم: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ؟!
فهب أن الناس ـ الآن ـ "استمطروا" ، و"أمطروا" ...
وهب أنهم ، صنعوا ، ونجحوا ، وأفلحوا ... هب أن ذلك كله ، قد كان ..
فغايته أن يكون كزرع الزارعين ، وحرث الحارثين ؟
لا ، والله ؛ وهيهات أن يستوي الأمران ...
وما زال الناس ، منذ أن أنزل الله عليهم هذه الآية ، يسمعونها ، ويعقلونها ...
المؤمن ، يسلم بإيمانه ...
والكافر ، ضرورة عقله ، وبديهة فكره : تهديه أنه ، حتى وإن لم يؤمن بذلك الكلام ، فليس يليق به أن يضحك عليه العقلاء ، ولا أن يجيب بجواب السفهاء ، فيقول : ها ، ها ؛ نحن نزرع ، وجدنا خطأ في "الكتاب" ، نحن نحرث ، نحن نفعل ...
فالعاقل يفهم أن هذا أشبه بهلاوس المجانين ، وسفسطات التائهين !!
إن العاقل يفهم : أن رب العالمين ، يستنطق العباد ، بتوحيده ، وإفراده بالخلق والتدبير ، ليجيبه المؤمنون :
لسنا نحن الزارعين ؛ بل الذي يزرع ـ حقيقة ـ وينبت ، ويخلق ، ويرزق : هو رب العالمين ...
انظر إلى عملية الإنبات ، لتعلم أن "فعل" الزارع ، مهما فعل ، إنما كان أمرا يسيرا ، لا تحتاجه "القدرة" ، من أجل "إنفاذ" الفعل ، و"إنبات" النبات ...
إنما : يحتاجه الناس ... وبه يتعايشون ، وبه تمضي أمورهم ، وتسير حيواتهم ، في هذه الدنيا ...
إن القادر : هو الله
إن الزارع : هو الله
إن المتفرد بالخلق والتدبير : هو الله ، جل جلاله ، رب العالمين ..
أفيقدر أصحاب المطر الصناعي ، أن يصنعوا كل يوم مطرا، ويجربوا، ويحاولوا ؟!
فهب أنهم فعلوا ، ونجحوا ...
فليسوا بأكثر فعلا ، من الفلاحين ، والزارعين ؛ وكما قال للزارعين من قبل: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ؛ فستبقى الآية التالية ، كما هي ، على حالها ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وسوف تبقى آية جليلة عظيمة ، تخاطب العقول والقلوب :
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ؟!
ليوحد المؤمن ربه بذلك التوحيد ، ويعلم أن رب العالمين ، هو خالق ذلك كله ، ومدبره ، وينسب الفضل له سبحانه ، ويعلم أن أحدا من الخلق لا يعطي ، ولا يمنع ، ولا يخفض ، ولا يرفع ... ؛ وليس للعباد من أمرهم شيء ، إلا ما شاء الله :
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ التكوير/29
وذاك الذي يحبه الله من عباده ، ويرضاه :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا .
رواه مسلم (2734) .
ومن نسي خلق الخالق جل جلاله، ورزق الرزاق سبحانه، ورحمة أرحم الراحمين بعباده، وانشغل بظواهر الأسباب الدنيوية ، سواء كانت مؤثرة في المسبب حقيقة ، أو لا تأثير لها البتة = فذلك الراسب في "ابتلاء "النعم ، واختبار العباد بها :
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ " .
رواه البخاري (846) ومسلم (71) .
***
يا عبد الله ؛ أنت لست في حاجة إلى نذهب معك في النقاش بعيدا ، حول "المطر الصناعي" ، ولا حول إشكاليات الأسئلة ، والتفاسير ...
لست في حاجة إلى أن نمضي معك في النقاش ، شوطا أبعد مما مشيته ، وأتعبت نفسك فيه ... ففي تقديرنا أن ذلك ، الآن ، سوف يزيدك عناء ، وترددا ...
أنت في حاجة إلى قرار سريع ، وجاد ..
قرار ينقذك مما تورطت فيه ، وأوقعك فيه شياطين الإنس والجن ...
لن يريحك الجدال ، ولا النقاش ، ولا جواب السؤال : مما أنت فيه من "ضيق" و"كرب" ، ونكد ، وكره للنفس ، وللحياة ...
إن ضيقك الذي تعيشه ، هو الفرق بين الهداية والضلال ، والكفر والإيمان:
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ الأنعام/125.
إنه ضيق الظلمة ، والرجس ؛ رجس الكفر ، ونجسه ..
أنت في حاجة إلى أن ينفتح قلبك ، وينشرح بالإيمان صدرك ...
أنت في "ضنك" الضلال ... ، والإعراض عن ذكر رب العالمين :
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى طه/123-127.
***
أنت بحاجة إلى أن تعود إلى الإسلام بأي طريقة ..
نعم ، ولا طريقة لك ، إلا طريقة واحدة ، هي الطريق المستقيم إلى رب العالمين ..
أن تقوم الآن ، والآن ، الآن ... فتدع ذلك كله ، وتهرب بنفسك ، من نفسك وشيطانك
تهرب من هذا الضيق ، والكرب ، والنكد ، والبلاء ، والشقاء ...
أن تنهض الآن ، وتفر من ذلك كله ، إلى رب العالمين :
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ الذاريات/50-51
فقم ، وانهض ، وألق عنك غياهب الكفر ، وظلمات الضلال ، وعد إلى ربك ، واشهد له بالوحدانية ، ولنبيه بالرسالة ، وتب إليه توبة نصوحا ، وعد إليه ؛ فإنه يفرح بالعائدين ، التائبين ، وهو أرحم الراحمين ، رحمته وسعت كل شيء ، فعد إليه ، وأدرك نفسك ، قبل فوات الأوان ...
ألق عنك شعار الكفر ، ودثاره ، وظلمته ، وكربته ...
وعد إليه ، إلى سماح دينه ، ويسر شرعه ... وسعة رحمة رب العالمين ...
***
لسنا ننصحك الآن ، بأكثر من "القرآن" الكريم ... وذكر الله ، آناء الليل ، وأطراف النهار ...
لسنا ننصحك بجدال ، ولا نقاش ، ولا بحث ، ولا سؤال ...
عد إلى ربك أولا ، عودة الفقير المحتاج ، عد إلى صلاتك ، وعبادتك ، ودينك ...
وأكثر من تلاوة القرآن ، فهو أفضل الذكر ، وهو خير ما يطمئن به قلبك ، وهو خير علاج من أمراض الشبهات ، والشهوات :
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا الإسراء/82
أنت في ضيق ، وريب ، وشك ، وزلزال ...
ولا طمأنينة لك ، في غير ذكر الله ، وهداه :
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الرعد/28
لقد تخطفتك الشياطين ، طويلا ، وألقت بك بعيدا ... فأدرك نفسك ، قبل السقوط المريع ... وتحصن بذكر رب العالمين ، من الشيطان اللعين ...
عد إلى القرآن ، فاقرأه ، وتدبره ، واطلب هداه ، وافتح قلبك لنوره ... ، وافتقر في هدايتك إلى مولاك :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الأنفال/29
ابدأ ، هذه المرة الأولى ، بسورة الفاتحة ، وتدبرها ، وتأملها فهي "الشفاء" ...
واقرأ سورة "الرعد" ، وتدبرها ، وقف معها طويلا ، طويلا ، ورددها كثيرا ، كثيرا ...
وسورة فاطر ، ثم سورة يس ، ثم سورة الواقعة ...
ثم عد في الكرة الأخرى : واقرأ سورة الأنعام ، ثم سورة النحل ، ثم سورة النمل ، وتأمل أواخرها ..
ثم عد إلى القرآن كله ، من جديد ، واقرأه بقلب ، وعقل جديد ؛ من غير شبهات ، ولا ضلالات ، افتح قلبك لهداه :
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ق/37.
وإن احتجت شيئا من التفسير ، فيكفيك ، الآن : "تيسير الكريم المنان" للشيخ عبد الرحمن السعدي ...
ومتى ما قطعت مع نفسك ذلك الشوط بالجد معها ، وقطع مبادي الشر ، وسد أبوابه ؛ فحن على يقين بأن الله جل جلاله ، أكرم من أن يرد من جاءه ، طالبا لهداه ..
ومتى ما بقي عندك شيء من بحث ، أو سؤال : فعلى الرحب والسعة ، ونحن على استعداد ، إن شاء الله ، للجواب ...
وإن كنت لا بد محتاجا شيئا من الكتب التي تفيدك في ذلك ، فننصحك بكتابين ، يكفيانك الآن ، إن شاء الله :
شموع النهار ، للشيخ عبدالله العجيري .
براهين النبوة ، للدكتور سامي عامري .
نسأل الله أن يأخذ بناصيتك إليه ، ويعجل لك بهداه ، وأن يردك إليه ردا جميلا ، ويختم لك بخاتمة الإيمان .
والله أعلم .