الحمد لله.
أولا :
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، وأن يغفر ذنبك ، وأن يثبتك على الطاعة والاستقامة .
وتعمد الإفطار في نهار رمضان ذنب عظيم وجرم كبير ؛ لأنه جناية على فريضة عظيمة فرضها الله تعالى على عباده ، وكتبها علينا وعلى من قبلنا . وإذا كان هذا التعدي بذنب آخر ، وهو العادة السرية المحرمة ، اجتمعت الذنوب ، وتعاظمت الأوزار ، نسأل الله العافية .
وقد سبق بيان تحريم هذه العادة وأثرها في إبطال الصوم في جواب السؤال رقم (40589) .
ثانيا :
يلزمك قضاء ما أفطرت من الأيام ، وإذا لم تتمكن من قضائها قبل رمضان ، بقيت دَيْناً في ذمتك ، ولزمك القضاء بعد رمضان ، والأحوط : أن تخرج مع القضاء كفارة عن كل يوم ، وهي إطعام مسكين نصف صاع من أرز ونحوه ، ونصف الصاع : كيلو ونصف تقريبا .
قال ابن قدامة رحمه الله : "من عليه صوم من رمضان , فله تأخيره ما لم يدخل رمضان آخر ; لما روت عائشة قالت : كان يكون علي الصيام من شهر رمضان , فما أقضيه حتى يجيء شعبان . متفق عليه .
ولا يجوز له تأخير القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر ; لأن عائشة رضي الله عنها لم تؤخره إلى ذلك , ولو أمكنها لأخرته .
فإن أخره عن رمضان آخر نظرنا ; فإن كان لعذر فليس عليه إلا القضاء , وإن كان لغير عذر , فعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم . وبهذا قال ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة ومجاهد وسعيد بن جبير ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي وإسحاق .
وقال الحسن والنخعي وأبو حنيفة : لا فدية عليه ; لأنه صوم واجب , فلم يجب عليه في تأخيره كفارة , كما لو أخر الأداء والنذر" انتهى .
من "المغني" (3/40) .
وهذه الكفارة لا تتكرر بمضي الأعوام ، فمن أخر قضاء أيام من رمضان أعواما ، بغير عذر ، لزمته كفارة واحدة عن كل يوم .
والله أعلم .
تعليق