الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

حكم تسمية المولود بـ ( مؤمن )

السؤال

أيجوز أن أسمي طفلي حديث الولادة مؤمن؟ فأنا أحب هذا الاسم في واقع الأمر معتزا بالاسم والقيم المشتمل عليها، وأود الاحتفاظ باسم مؤمن تفاؤلا باكتمال إيمانه، فلصاحب الاسم حظ من اسمه ، وله تأثير على ملامح وسمات الطفل، لكن رغم هذا لم أجد التشجيع من أقربائي على ذلك ، فبعضهم اعترض عليه كونه اسم تتخذه الشيعة كثيرا، والبعض قال أنه اسم من أسماء الله، والبعض نصح بإضافة عبد على أوله ، فقيل أن عبد اسم من أسماء النبي محمد r فهل أضع اسم محمد قبل اسم مؤمن؟ أود أن أتلقى رد قريب...

الجواب

الحمد لله.


تكره تسمية المولود بـ" مؤمن " لأمرين :
الأول : ما فيه من التزكية .
والثاني : ما فيه من التطيّر ، فإنه يقال : هل في البيت مؤمن ؟ أو هل رأيت مؤمنا ، فيقال : لا ، إذا كان خارج البيت ، أو لم يره ، وفي هذا استعمال للفظ المكروه الذي يوهم أن البيت ليس فيه مؤمن ، وأنه لم ير إنسانا مؤمنا .
وقد ورد النهي عن التسمي بما فيه تزكية أو تطير ، فقد روى البخاري (192) ومسلم (2141) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ تُزَكِّي نَفْسَهَا فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ
وروى مسلم (2142) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ . وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ ) فَقَالُوا بِمَ نُسَمِّيهَا قَالَ : ( سَمُّوهَا زَيْنَبَ ).

وروى مسلم (2136) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ أَفْلَحَ وَرَبَاحٍ وَيَسَارٍ وَنَافِعٍ .

ورواه الترمذي (2836) بلفظ : ( لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ وَلَا أَفْلَحُ وَلَا يَسَارٌ وَلَا نَجِيحٌ ، يُقَالُ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : لَا ).
قال النووي رحمه الله : " مَعْنَى هَذِهِ الْأَحَادِيث تَغْيِير الِاسْم الْقَبِيح أَوْ الْمَكْرُوه إِلَى حَسَن , وَقَدْ ثَبَتَ أَحَادِيث بِتَغْيِيرِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاء جَمَاعَة كَثِيرِينَ مِنْ الصَّحَابَة , وَقَدْ بَيَّنَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِلَّة فِي النَّوْعَيْنِ , وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا , وَهِيَ التَّزْكِيَة , أَوْ خَوْف التَّطَيُّر (التشاؤم)" انتهى من شرح مسلم .
وأما اسم الله تعالى ، فهو ( المؤمن ) بالتعريف ، قال سبحانه : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) الحشر/23
ويجوز أن تسمي ابنك : عبد المؤمن .
وليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم : عبد . ولو فرض أنه من أسمائه ، فمن الخطأ أن يقال : محمد المؤمن ، أو محمد الله ، أو محمد الرحيم ، ويكون المقصود : عبد المؤمن ، وعبد الله ، وعبد الرحيم .
والحاصل أنه ينبغي أن تسمي ابنك : عبد المؤمن ، إذا أحببت أن يكون في اسمه ذلك المعنى ، وإلا فسمه باسم آخر حسن ، ليس فيه تزكية ولا تطيّر .
وينظر : سؤال رقم (7180)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب