هل يدفع للشركة مالا مقابل الساعات التي تأخرها خلال عمله؟
أعمل في شركة منذ ست سنوات وقد قررت ترك العمل بها ، ولا يخلو أي إنسان من التأخر عن العمل ، وكنت أتأخر من خمس دقائق إلى ساعة أربعة أيام أسبوعيا تقريبا ، مع العلم أن هذا لم يؤثر على إنتاجي .
وقد أثر هذا التأخر على تقييمي بالشركة ، ولذلك كانت زياداتي في الراتب قليلة .
وقد قررت أن أبرئ ذمتي وأعطي للشركة 6000 ريال ، ولكن نظام الشركة لا يسمح باسترجاع هذا المبلغ فهل أعطيه لحلقات تحفيظ القرآن الكريم ؟
الجواب
الحمد لله.
الذي يظهر من سؤالك أن إدارة الشركة كانت على علم بتأخرك وأنه تمت مجازاتك على هذا
التأخر من قبل الشركة ، بتقليل زيادتك في الراتب ، فإن كان الأمر كذلك ، فإنه لا
يظهر لنا أنه يلزمك التصدق بشيء من راتبك ، لأن الشركة قد استوفت حقها منك بطريق
آخر وهو حرمانك من بعض الزيادات على الراتب .
أما إذا كان هذا التأخر قد تم بدون علم الشركة فإنه يلزمك أن ترد إليهم ما يقابل
الوقت الذي تأخرته ، فإن تعذر هذا الرد لكون نظام الشركة لا يسمح بذلك ، فإنك تتصدق
بهذا المال .
وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : عندما يخلّ المدرس بعمله ؛ كأن يأتي متأخرًا
أحيانًا أو غالبًا ، ويخرج لحاجة أو لغير حاجة خارج المدرسة ، أو يتأخر عن الحصة ،
أو لا يعطي الدرس حقه ، أو يضيعه بطريقة أو أخرى ، فهل الراتب الذي يتقاضاه نهاية
كل شهر يستحقه كاملا ، أم أنه آثم ولا يستحق الراتب كاملا ؟
فأجاب: " أرى أنه - والحالة هذه - لا يستحقه كاملا ، فعليه أن يتصدق منه بما يشك
فيه ، وهو ما يقابل ذلك الوقت الذي أضاعه أو فرط فيه "
انتهى .
ونسأل الله أن يبارك لك في مالك .
والله أعلم .