الحمد لله.
الحديث الثاني : حديث زيد بن
أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا
يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَدِ اكْتَالَ بِالْجَرِيبِ الأَوْفَى مِنَ
الأَجْرِ )
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (5/211)، وعنه أبو نعيم في " معرفة الصحابة "
(3/1175)
قال الطبراني : حدثنا أحمد بن رشدين المصري ، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري ،
ثنا عبد الله بن محمد الأنسي مِن ولد أنس ، عن عبد الله بن زيد بن أرقم ، عن أبيه .
وهذا حديث موضوع ، بسبب عبد المنعم بن بشير ، وصفه النقاد بالكذب .
لذلك قال الهيثمي رحمه الله :
" فيه عبد المنعم بن بشير ، وهو ضعيف جدا " انتهى من " مجمع الزوائد " (10/103)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" موضوع ، آفته عبد المنعم هذا ، قال أحمد وغيره : كذاب . وقال الحاكم : يروي عن
مالك وعبد الله بن عمر الموضوعات .
واللذان فوقه لم أعرفهما ، ولعلهما شخصان وهميان اختلقهما الأنصاري " انتهى من "
السلسلة الضعيفة " (رقم/6529)
الحديث الثالث : عن أنس بن
مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من سرّه أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل : ( سبحان اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ
وَحِينَ تُصْبِحُونَ ... إلى قوله: وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ )، ( سُبْحانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ... إلى قوله: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ )
أخرجه الثعلبي في " الكشف والبيان " (7/298)، من طريق بشر بن الحسين ، عن الزبير بن
عدي ، عن أنس بن مالك .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" وآفته بِشْرٌ هذا ، فإنه كذاب ، روى عن الزبير بن عدي موضوعات ، رماه بذلك أبو
حاتم وغيره " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6530)
الحديث الرابع : عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال :
( كُنَّا نَعْرِفُ انْصِرَافَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِقَوْلِهِ : ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ , وَسَلامٌ
عَلَى الْمُرْسَلِينَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/115) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن
عمير ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس .
قلنا : وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، ضعفه يحيى بن
معين ، وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك . كما في " لسان الميزان
" (5/216)
لذلك قال الهيثمي رحمه الله :
" فيه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وهو متروك " انتهى من " مجمع الزوائد "
(10/103)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" واهٍ لا يُفرح به ....ومما يؤكد نكارته أن المحفوظ عن ابن عباس قوله : ( كنا نعرف
انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير ) أخرجه الشيخان " انتهى من "
السلسلة الضعيفة " (رقم/4201)
الحديث الخامس : من مرسل
الشعبي رحمه الله ، حيث يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى مِنَ الْأَجْرِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، فَلْيَقُلْ آخِرَ مَجْلِسِهِ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ :
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3234) قال : حدثنا عمار بن خالد الواسطي ،
حدثنا شبابة ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي ، فذكره .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" إسناده ضعيف ؛ لإرساله ، وعنعنة أبي إسحاق - وهو السبيعي -، واختلاطه ، ويونس -
هو: ابنه -، مختلف فيه ، وهو صدوق يهم قليلاً - كما قال الحافظ -، لكن لم يذكروه
فيمن سمع من أبيه قبل الاختلاط ، ولعله لذلك كان أحمد يضعف حديثه عن أبيه .
وعلى هذا فقول الحافظ في " نتائج الأفكار " : أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير " من
مرسل الشعبي بسند صحيح إليه ، فيه تساهلٌ ظاهر " انتهى من " السلسلة الضعيفة "
(رقم/6530)
ثانيا :
وقد ورد قريب من هذا المعنى في الآثار الموقوفة ، ومن ذلك :
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى فَلْيَقُلْ عِنْدَ
فُرُوغِهِ مِنْ صَلَاتِهِ : ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَا يَصِفُونَ
وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
رواه عبد الرزاق في " المصنف " (2/236)، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " (7/123)،
والثعلبي في " الكشف والبيان " (8/174) وغيرهم .
من طريق سفيان بن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال
علي فذكره .
وهذا إسناد واهٍ بسبب أصبغ بن نباتة ، قال النسائي وابن حبان : متروك . وقال ابن
معين : ليس بثقة . وقال أبو حاتم : لين الحديث . انظر : " ميزان الاعتدال " (1/271)
ولذلك ضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/6530)
والخلاصة :
أن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وطرقه وأسانيده لا يقوي بعضها بعضا
لأنها شديدة الضعف ، ورواتها فيهم الكذاب والمتهم ومنكر الحديث ، فمثلها لا يتقوى .
ثالثا :
وأما الحديث الآخر الوارد في السؤال : ( الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته ) فقد
سبق الجواب عليه في مجموعة من الفتاوى ، يمكن الاطلاع عليها في الأرقام الآتية : (98821)،
(112704)، (119320)
.
والله أعلم .