الحمد لله.
رابعاً :
قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )
البروج/ 10
المقصود بالفتنة هنا التحريق بالنار ، كما قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك،
وابن أبْزَى. ينظر : "تفسير ابن كثير" (8 /271) .
ويدخل في عمومها كل من سعى لفتنة مؤمن عن دينه ، بصده عنه ، أو إعانته على المنكر ،
أو نشره .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" كل عمل قولي أو فعلي يقتضي صد الناس عن دينهم وتهوين الدين عليهم ، فإنه من
الفتنة فيكون داخلاً في هذه الآية " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (99 /1) .
ولا شك أن هذه الإعلانات التي تروج صور النساء المتبرجات مما يفتن المؤمن ويصده عن
الالتزام بشرائع دينه ، فينبغي للعبد أن يحذر من دخوله تحت هذا الوعيد ، أو وقوعه
في نشر المنكر وإشاعة الفاحشة في المؤمنين .
خامسا :
إذا لم يمكنك أن تتخلص في عملك من المنكرات التي سبق ذكرها ، فالواجب عليك تركه لله
، والبحث عن عمل آخر لا حرمة فيه ، وأحسن الظن بالله وتوكل عليه تغنم وتوفق إن شاء
الله ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ ) الطلاق/ 2، 3 .
ومفهوم ذلك أن من لا يتقي الله فإنه لا ينعم بهذا الفضل الذي جعله الله للمتقين من
عباده ، ومن تقوى الله أن يهجر ما حرم الله عليه ويتوب إليه منها .
كما وينظر جواب السؤال رقم : (128990)
.
والله تعالى أعلم .