وسؤالي هو : هل إعفائي من الديون بسبب إعلاني الإفلاس يعفيني شرعاً من سداد هذه الديون ؟ فأنا أريد أن أذهب للحج في المستقبل - إن شاء الله - وأريد أن تكون ذمتي المالية خالية وأن يقبل الله حجي .
الحمد لله.
ثانياً :
إعلان الإفلاس لا يسقط الديون ولا يبرئ ذمة صاحبها منها ، وإنما تبرأ ذمته بأدائها
أو بالإبراء والإسقاط من قبل الدائن ، وينظر للفائدة إلى سؤال رقم : (187342) .
ثالثاً :
من اقترض قرضاً ربوياً وهو يعلم حرمته ، فهو آثم ، وتلزمه التوبة من ذلك القرض
الربوي ، ولا يلزمه بعد ذلك إلا رد رأس مال القرض الذي أخده دون الفوائد الربوية ،
وينظر للفائدة في ذلك إلى السؤال رقم : (159369) .
وبناءً على ما سبق : فإن كانت الجهة المقرضة لك جهة أهلية وليست حكومية ، فالقرض باقٍ في ذمتك ، ولا يسقط عنك بقانون إعلان الإفلاس ، بل يسقط بإبراء تلك الجهة لك من القرض .
لكن بالنسبة للفوائد الربوية يجوز لك التحايل وإسقاطها بقانون إعلان الإفلاس ؛
لكونك غير ملزم بسدادها شرعاً ؛ لقوله تعالى : ( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ
أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ) البقرة/279 .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (127591) ، ورقم : (149092) .
وأما إذا كانت الجهة المقرضة لك جهة حكومية ، وكنت صادقاً في أنك غير قادر على
سداد الديون التي عليك ، فيجوز في هذه الحال أن تعلن إفلاسك ، مادام نظام البلد
يسمح بذلك لمن هم في مثل حالك ، وتسقط بذلك الديون التي عليك ؛ لأن الدولة بوضعها
ذلك القانون ، وسنها له : قد رضيت بإسقاط حقها ، على من ينطبق عليه القانون ؛ فهي
في حكم المقرض الذي أبرأ المقترض من دينه .
والله أعلم .