الحمد لله.
ثانيا :
أفاد الحديث : التغليظ والتشديد في أمر الهجر والخصام ، فمن هجر أخاه فوق ثلاث ليال
، ولم يتب إلى الله : فقد استوجب العقوبة بدخول النار ، إلا أنه في مشيئة الله : إن
شاء عذبه ، وإن شاء غفر له .
إلا من استحل ذلك ، مع علمه بحرمته ، ولم يحرم حرام الله في ذلك ، ولم يلتزمه : فإن
هذا ردة عن دين الله عز وجل .
وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (9924) ، وإجابة السؤال رقم : (11266) .
قال ابن علان رحمه الله :
" (فمن هجر فوق ثلاث فمات) مصراً على الهجر والقطيعة (دخل النار) إن شاء الله
تعذيبه مع عصاة الموحدين ، أو دخل النار خالداً مؤبداً ، إن استحل ذلك ، مع علمه
بحرمته والإِجماع عليها " انتهى من "دليل الفالحين" (8/ 435) .
وقال القاري رحمه الله :
" ( فَمَاتَ) أَيْ : عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ ( دَخَلَ
النَّارَ) : قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ : أَيِ اسْتَوْجَبَ دُخُولَ النَّارِ،
فَالْوَاقِعُ فِي الْإِثْمِ ، كَالْوَاقِعِ فِي الْعُقُوبَةِ : إِنْ شَاءَ
عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " انتهى .
وينظر: "عون المعبود" (13/ 176):
وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (21878) ، والسؤال رقم : (65500) .
والله أعلم .