الحمد لله.
ثانياً :
أما المال الذي تدفعه منك لهذا الحساب الاستثماري : فتجب عليك الزكاة فيه كل سنة ؛
لأنه مالك ، وكونك ممنوعاً من التصرف فيه ، ليس مانعاً من إيجاب الزكاة فيه ؛ لأن
هذا المنع تم برضاك واختيارك ، ولم تجبر عليه .
فهناك فرق بين المال الذي مُنع الإنسان من التصرف فيه قهراً ، وبين المال الذي مُنع
من التصرف فيه باختياره ورضاه .
فالأول لا زكاة فيه ، والثاني تجب فيه الزكاة .
ومنه الحسابات الاستثمارية طويلة الأمد ، التي يمنع المستثمر فيها من سحب شيء من
رصيده أو نصيبه قبل مرور خمس أو عشر سنوات ، حسب الاتفاق مع جهة الاستثمار .
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي :
" تجب الزكاة في أرصدة الحسابات الاستثمارية ، وفي أرباحها ، على أصحاب هذه
الحسابات، إذا تحققت فيها شروط الزكاة ، سواء أكانت طويلة الأجل ، أم قصيرة الأجل ،
ولو لم يقع السحب من أرصدتها بتقييد من جهة الاستثمار، أو بتقييد من صاحب الحساب".
انتهى من "قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي" (ص: 265).
وجاء في توصيات الندوة الرابعة عشرة لقضايا الزكاة :
" يجب على صاحب الحساب الاستثماري في مصرف إسلامي أن يخرج زكاة ذلك الحساب وحده إذا
بلغ نصاباً أو بضمه إلى موجوداته الزكوية الأخرى ( النقود ، وعروض التجارة ،
والديون على الغير ) .
ويستوي الحكم فيما لو كان الحساب الاستثماري متاحاً منه السحب ، أو مجمداً من قبل
المصرف في استثمارات طويلة الأجل ، أو بنية صاحب الحساب في عدم السحب من أصل المبلغ
والاقتصار على سحب الأرباح " .
انتهى من " أبحاث وأعمال الندوة الرابعة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة " ص (465).