الحمد لله.
لا يجوز للفقير أن يسأل الصدقة لغيره ثم يأخذها لنفسه؛ فالمتصدق إنما يعطيها له ليوصلها لغيره لا ليأخذها.
وسبق بيان هذا في جواب السؤال (440954)، (391100).
فهذا فيمن أعطي للتوزيع دون طلب منه، فكيف إذا كان يطلب، ويتظاهر أنها لغيره؟!
والواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، ولا يعود إلى مثله.
لكن إذا كان صاحب المال – المتصدق به – قد مات ولم يعد ممكنا أن يعلمه بالحال، أو يرد عليه أمانته؛ فالذي يظهر أنه لا يلزمه غير ذلك، ما دام فقيرا مستحقا؛ لأن صاحب المال قد تصدق به، والصدقة وقعت موقعها؛ لأنها وصلت إلى فقير، ولو كان محتالا.
ولأنه لو قيل له: اضمن المال وأعطه إلى الفقراء، فهو أحد الفقراء، فلا يظهر تضمينه ولا تكليفه هذه المشقة، لكن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود لمثل ذلك.
وأما إبراء صديقتك لك، فهو من الديون التي تعلمُها، فلا يكون إبراء من غيرها لو وجدت.
والله أعلم.