الحمد لله.
أولًا:
السؤال مبني أخي الكريم على أن محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة، فهل محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة؟
الجواب: لا. وهذا هو معنى ما قرأته في موقعنا من قبل، من أن سند الحديث ضعيف، وأنه لا يصح كون محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة.
فالحديث الذي فيه أنه قرأ هذا في التوراة: أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (10/399) وفي إسناده محمد بن يوسف الصوفي، وهو مجهول الحال.
فإذا قال الكفار: ها هو رجل منكم يخرج ويقول قرأت في التوراة ما تدعون أنه سبق عندكم؟
فجوابنا: لا. لم يخرج رجل منا ليقول: قرأت في التوراة، هذا لم يصح، ولم يثبت أن محمد بن كعب القرظي قال هذا.
ثانيًا:
الذي جاء في التوراة، هو ما زعموه على لسان أيوب عليه السلام، أنه قال يخاطب ربه: "يداك كونتاني وصنعتاني، كلي جميعًا، أفتبتلعني، اذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب، ألم تصبني كاللبن، وخثرتني كالجبن، كسوتني جلدًا ولحمًا، فنسجتني بعظام وعصب.." (أيوب: 10/8-12)
وكما ترى أخي الكريم فالبون شاسع بين هذا الكلام، وبين التفصيل المعجز للقرآن الكريم، والمطابق بدقة لتطورات علم الأجنة الحديث.
والخلاصة:
أنه لم يثبت أصلًا أن محمدًا بن كعب القرظي قال هذا، ولا يوجد في التوراة – بحسب ما وصلنا - هذا الكلام أصلا، وتظل دلالة حديث القرآن عن أطوار الخلق معجزة علمية تختص بالقرآن الكريم.
والله أعلم.