الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

مراحل خلق الجنين بين القرآن والتوراة

424623

تاريخ النشر : 14-12-2022

المشاهدات : 3308

السؤال

قرأت في أحد الفتاوى على موقعكم الكريم ما يلي: وإنما جاء بسند ضعيف عن محمد بن كعب القرظي قال: " قرأت في التوراة - أو قال في صحف إبراهيم الخليل - فوجدت فيها: يقول الله: يا ابن آدم ! ما أنصفتني، خلقتك ولم تك شيئا، وجعلتك بشرا سويا، خلقتك من سلالة من طين، فجعلتك نطفة في قرار مكين، ثم خلقت النطفة علقة، فخلقت العلقة مضغة، فخلقت المضغة عظاما، فكسوت العظام لحما، ثم أنشأتك خلقا آخر..."، ثم ذكره، بنحو مما ورد في السؤال، هذا ما قرأت على موقعكم الكريم. والسؤال هو: نحن ندعو غير المسلمين إلى الإسلام من خلال مجموعة كبيرة من الحجج والبراهين، بما فتح الله تعالى علينا من علم، ومنطق، وحجج، ومن ضمن هذه الحجج الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وصحيح السنة المطهرة، وهنا تفاجئت بأن هناك حديثا ضعيفا يروى عن بعض التابعين بأنه قرأ في التوراة أو الصحف هذه العبارة المذكورة أعلاه، والتي تطابق بشكل كامل ما جاء في القرآن الكريم في الآية ١٤ من سورة المؤمنون، وهذه الآية الكريمة هي ركن صلب من أركان الدعوة إلى الله تعالى، حيث تتحدث هذه الآية عن إعجاز علمي لم تدركه البشرية، فسيقول الكفار ـ والعياذ بالله من الكفر ـ ها هو رجل منكم يخرج ويقول قرأت في التوراة ما تدعون أنه سبق عندكم، أفيدوني أفادكم الله تعالى.

ملخص الجواب

لم يثبت أصلًا أن محمدًا بن كعب القرظي قال هذا، ولا يوجد في التوراة – بحسب ما وصلنا - هذا الكلام أصلا، وتظل دلالة حديث القرآن عن أطوار الخلق معجزة علمية تختص بالقرآن الكريم.

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

السؤال مبني أخي الكريم على أن محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة، فهل محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة؟

الجواب: لا. وهذا هو معنى ما قرأته في موقعنا من قبل، من أن سند الحديث ضعيف، وأنه لا يصح كون محمد بن كعب القرظي قرأ هذا في التوراة.

فالحديث الذي فيه أنه قرأ هذا في التوراة: أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (10/399) وفي إسناده محمد بن يوسف الصوفي، وهو مجهول الحال.

 فإذا قال الكفار: ها هو رجل منكم يخرج ويقول قرأت في التوراة ما تدعون أنه سبق عندكم؟

فجوابنا: لا. لم يخرج رجل منا ليقول: قرأت في التوراة، هذا لم يصح، ولم يثبت أن محمد بن كعب القرظي قال هذا.

ثانيًا:

الذي جاء في التوراة، هو ما زعموه على لسان أيوب عليه السلام، أنه قال يخاطب ربه: "يداك كونتاني وصنعتاني، كلي جميعًا، أفتبتلعني، اذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب، ألم تصبني كاللبن، وخثرتني كالجبن، كسوتني جلدًا ولحمًا، فنسجتني بعظام وعصب.." (أيوب: 10/8-12)

وكما ترى أخي الكريم فالبون شاسع بين هذا الكلام، وبين التفصيل المعجز للقرآن الكريم، والمطابق بدقة لتطورات علم الأجنة الحديث.

والخلاصة:

أنه لم يثبت أصلًا أن محمدًا بن كعب القرظي قال هذا، ولا يوجد في التوراة – بحسب ما وصلنا - هذا الكلام أصلا، وتظل دلالة حديث القرآن عن أطوار الخلق معجزة علمية تختص بالقرآن الكريم.
 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب