هل يمكن أن يكفر المسلم عند موته؟

03-07-2024

السؤال 515412

هل من الممكن أن يحصل الكفر عند الموت بفتنة إبليس؟

الجواب

الحمد لله.

من كان مسلما ثم أتى بالكفر في حال التكليف، أي: قبل النزع وخروج الروح: كفر.

وفتنة إبليس أن يأتي العبدَ عند الموت، وهو في حال وعيه وتكليفه، فيتخبطه ويسعى ليضله.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من ذلك.

عن أبي اليَسَرِ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو :

الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ المَوتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغًا .

رواه أحمد (3/427) ، وأبو داود (1552) وسكت عنه ، والنسائي (5531) ، وقال الحاكم في المستدرك (1/713) : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال في "عون المعبود: (4/287) : " ( أن يتخبطني الشيطان ) أي: إبليس أو أحد أعوانه ، قيل : التخبط الإفساد ، والمراد إفساد العقل والدين ، وتخصيصه بقوله ( عند الموت ) ؛ لأن المدار على الخاتمة .

وقال القاضي : أي من أن يمسني الشيطان بنزغاته التي تزل الأقدام وتصارع العقول والأوهام .

قال الخطابي : استعاذته عليه الصلاة والسلام من تخبط الشيطان عند الموت ، هو أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا ، فيضله ويحول بينه وبين التوبة ، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قِبَله ، أو يؤيسه من رحمة الله تعالى ، أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا ، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء ، والنقلة إلى دار الآخرة ، فيختم له بسوء ، ويلقى الله وهو ساخط عليه .

وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن ادم منه في حال الموت ، يقول لأعوانه : دونكم هذا ، فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه بعد اليوم .

نعوذ بالله من شره ، ونسأله أن يبارك لنا في ذلك المصرع ، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه " انتهى.

وقال ابنُ الجَوزيِّ رحمه الله: "قَد يَعرِضُ إبليسُ لِلمَريضِ والمُحتَضَرِ فيُؤَذيه في دينِه ودُنياه... وقَد يَستَولي على الإنسانِ حينَئِذٍ فيُضِلُّه في اعتِقادِه، ورُبَّما حالَ بَينَه وبَينَ التَّوبةِ... ورُبَّما جاءَ الاعتِراضُ على المُقَدَّرِ؛ فيَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَعلَمَ أنَّ تِلكَ السَّاعةَ هيَ مَصدوقةٌ لِلحَربِ، وحينَ يَحمي الوطيسُ فيَنبَغي أن يَتَجَلَّدَ، ويَستَعينَ باللهِ على العَدُوِّ" انتهى من "الثبات عند الممات، ص 57

وينظر في فتنة الشيطان عند الموت، وهل يعرض الأديان، وهل يأتي في صورة الوالدين: جواب السؤال رقم: (224448).

وينظر جواب السؤال (444225)

والله أعلم

العقيدة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب