الجمعة 17 شوّال 1445 - 26 ابريل 2024
العربية

عملها كشرطية يحتم عليها لبس قبعة في بعض المناسبات تكشف شعرها

131775

تاريخ النشر : 29-03-2009

المشاهدات : 15187

السؤال

أنا فتاة تخرجت من كلية الشرطة ، وكما هو معلوم هناك زي رسمي لضابطات الشرطة ، وهذا الزي يستر كل أجزاء الجسم ما عدا شعر الرأس فيتم تغطيته بقبعة فقط ، ولكنى ألبس الحجاب ، ولكن في بعض المناسبات يفرض علينا كشف الرأس وارتداء القبعة وأنا في حيرة من أمري إذا لم أمتثل لأوامر قوادي سأفقد عملي ، فماذا علي أن افعل ؟ وما الحكم الشرعي ؟ وهل يجوز لي كشف شعر رأسي أحيانا في مثل هذه المناسبات ؟

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

لقد سرنا حرصك على الحجاب ، وحرصك على معرفة أحكام دينك ، ونسأل الله أن يوفقك لطاعته ، وأن يأخذ بيدك إلى طريق جنته .

ثانياً :

لا حرج في عمل المرأة شرطية إذا كان عملها في محيط نسائي بعيد عن الاختلاط بالرجال ، ولا يستلزم منها الوقوع في شيء من الحرام ككشف الشعر أو لبس ما يجسم العورة ، والأصل هو قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها للعمل إلا عند الحاجة ؛ لقوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب/33 .

وقد سبق بيان تحريم الاختلاط في العمل وغيره ، وينظر جواب السؤال رقم (1200) ، ورقم (123692) ورقم (97231) .

وسبق بيان ما يشترط في لباس المرأة ، وينظر جواب السؤال رقم (214) ورقم (6991) .

ثالثاً :

لا يجوز للمرأة أن تكشف شيئا من شعرها أمام الرجال الأجانب ، ولا يعد العمل عذرا لها في ذلك ، وعليها أن تبحث عن عمل آخر مباح تسلم فيه من ارتكاب المحظور .

والذي يفهم من سؤالك ومن حال بلدك أنك تعملين في مجال مختلط ، ولهذا نصيحتنا لك أن تبحثي عن عمل آخر مباح ، أو في دائرة من الشرطة خالية من الاختلاط ، واعلمي أن أبواب الرزق واسعة ، وأن من اتقى الله تعالى حفظه وأنعم عليه وزاده ، كما قال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2 ،3 .

وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97 ،

ولا يجوز لأحد أن يستعجل الرزق المقدّر بارتكاب الحرام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في روعي : أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085) .

فاحرصي أختنا الكريمة على حجابك ، واحذري فتنة الاختلاط ، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ونحن لم ننصحك بهذا إلا حرصا عليك ، وحبا لوصول الخير لك .

نسأل الله تعالى أن يوفقك ويحفظك وييسر أمرك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب