الحمد لله.
أولاً:
تجب تسوية الصفوف وإكمالها ، الأول فالأول وسد الفرج ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأكد عليه ، ولم يكن يكبّر حتى يتأكد من ذلك بنفسه ، وكان يحذر أصحابه من مغبّة إهمال تسويتها .
فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ ) رواه البخاري (690) ومسلم (433) ، وفي رواية للبخاري (723) : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ )
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ : ( اسْتَوُوا ، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) رواه مسلم (432 (
وعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ ، حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ ، فَرَأَى رَجُلا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنْ الصَّفِّ ، فَقَالَ : ( عِبَادَ اللَّهِ ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ) . رواه البخاري (717) ومسلم (436) .
وينظر جواب السؤال (36881).
ثانياً:
تختلف المصليات عن المساجد في بعض الأحكام؛ من حيث الأمر بركعتين تحيةً للمسجد ، فهذا خاص بالمسجد ، ويمنع البيع ونشدان الضالة في المساجد دون المصليات ، والمساجد موقوفة تنطبق عليها أحكام الوقف ، بخلاف المصليات ، وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بالمساجد .
وينظر جواب السؤال (170800) .
أما تسوية الصفوف فأمر لا علاقة له بالمكان ، بل هو متعلق بنفس الصلاة ، سواء كانت هذه الصلاة في المسجد ، أو المصلى ، أو في البيت ، أو في أرض فضاء ؛ فلا فرق بين ذلك كله في وجوب تصفية الصفوف ، وإتمامها ، الأول ، فالأول .
ولا يسقط هذا الوجوب عنهم ، كما لا تسقط بقية الواجبات ، من الاقتداء بالإمام ، والطهارة ، واستقبال القبلة وغير ذلك من الأحكام ؛ فهي لا تختلف باختلاف المكان .
والتنظيم في المدارس وغيرها مطلوب ؛ لكن يجب أن يكون ذلك بما يضمن عدم الإخلال أو التفريط بما يجب على الناس من حق الله عز وجل .
وعلى ذلك :
فإن كان عدد طلاب النظام ، يمكنهم من تكميل الصفوف الناقصة ، وإتمامها ، الأول، فالأول : فهذا أمر قريب ، نرجو ألا يكون به بأس ، ولو كان طلاب الصف الأول ، يصلون المصلى ، قبل غيرهم ، فنرجو أن يغتفر أمر تأخيرهم ، لإقامة النظام ، ومنع التشويش والمشاحنة .
وأما إن كان سينضاف إلى ذلك : ألا يكمل الصف الأول ، لنقصان أصحابه ، وفي الصف الذي يليه طلاب من صف آخر : فلا نرى لهم رخصة في ذلك ، ونرى أن مفسدة ذلك ، أعظم بكثير مما يذكرونه من النظام والمصلحة .
وإذا حصل شيء من التداخل بين المراحل في الصفوف ، فهو تداخل قليل محصور يسهل تداركه ، ولا ينبغي التشديد في التنظيم بما يؤدي إلى مخالفة السنة وتعمّد ترك الفرج بين الصفوف .
ثم إن انتظام صفوف الطلاب ، يحصل بعد انتهاء الصلاة ، فبإمكان المشرفين على المصلى أن يطلبوا من الطلاب أن يبقوا في أماكنهم بعد انتهاء الصلاة ، ثم يقوم طلاب النظام بصرف الطلاب حسب صفوفهم الدراسية ، بحسب الدور ، الأول ، فالأول ، ومن لم ينصرف صفه ، يبقى في المصلى ، إلى أن يأتي دوره .
والله أعلم .
تعليق