الحمد لله.
أولا :
لا شك أن من تمام فقه العبد ، وحرصه على الخير ، أن يحرص على أن يجعل أعمال الطاعات خالصة من كل شائبة ، مجردة من كل رغبة في كسب ، أو طلب حظ للنفس ، سواء كان حظا ماديا أو معنويا ، ولو كان مجرد شكر ممن أحسن إليه ، أو دعوة يطلبها ممن صنع له معروفا .
ولهذا قال الله تعالى في شأن عباده المؤمنين ، أهل الدرجات العلى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) الإنسان/8-10 .
وعَنْ عُبَيْدِ أبي الْجَعْدِ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
اُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ ، فَقَالَ : اقْسِمِيهَا ، قَالَ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا رَجَعَتِ الْخَادِمُ قَالَتْ : مَاقَالُوا لَكِ ؟ تَقُولُ مَايَقُولُونَ ، يَقُولُ : بَارَكَ الله فِيكُمْ ، فَتَقولُ عَائِشَةُ : وَفِيهِمْ بَارَكَ الله ، نَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَاقَالُوا وًيبْقَى اجْرُنَا لَنَا.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (303) ، وكذا ابن السني (277) . قال الشيخ الألباني رحمه الله : إسناده جيد . ”تخريج الكلم الطيب" رقم (175) .
ثانيا :
قد كان ينبغي عليك أنت وأخواتك اللاتي يذهبن معك أن تبادرن بإشراك أختكن في هذا الخير الذي تحصلنه ، ولو لم يكن لها عليكن فضل المعاونة في بلوغه ، وهذا من حب الخير للمسلمين ، وحق إشاعته بين الناس .
فإذا لم تفعلن ذلك ، وحرصت هي على الخير الذي معكن ، فلا حرج عليها في اشتراط هذه المنفعة لتقوم بدورها في توصيلكن ، وإن كان الأولى في حقها أن تفعل ذلك لله خالصا من الطلب منكن ، وتسعى هي في تحصيل الخير ، وحضور الدروس معكن ، كما لو كانت واحدة منكن ، فتجمع بين الخيرين : معاونة أخواتها على عمل البر ، محتسبة أجرها عند الله ، وتحصيل المنفعة كما تحصلن عليها أيضا .
فإن كانت ظروفها لا تسمح بذلك ، وتحتاج إلى معونة منكن ، فينبغي أن تقدمن لها العون ، ولا حرج عليها في طلبه منكن .
والله أعلم .
تعليق