الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

حكم التزام ورد الإمام النووي

171881

تاريخ النشر : 12-01-2012

المشاهدات : 119076

السؤال


ما حكم قراءة هذا الورد؟ فبعض المشايخ يوصون بالمحافظة على قراءته يومياً - بسم الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ،أقول على نفسي وعلى ديني ، وعلى أهلي وعلى أولادي وعلى مالي وعلى أصحابي وعلى أديانهم وعلى أموالهم ألف بسم الله،الله أكبر ، الله أكبر، الله أكبر، أقول على نفسي وعلى ديني ، وعلى أهلي وعلى أولادي وعلى مالي وعلى أصحابي وعلى أديانهم وعلى أموالهم ألفَ ألف بسم الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أقول على نفسي وعلى ديني، وعلى أهلي وعلى أولادي وعلى مالي وعلى أصحابي وعلى أديانهم وعلى أموالهم ألف ألف لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم. ومما ورد فيه أيضاً :
اللهم أعوذ من شرّ نفسي ومن شرّ غيري ومن شرّ ما خلق ربّي وذرأ وبرأ وبك اللهم أحترز منهم، وبك اللهم أعوذ من شرورهم . وبك اللهم أدرأ في نحورهم و أقدّم بين يديّ وأيديهم. - بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد. (ثلاثا) - اللهم إني أسألك لي ولهم من خيرك بخيرك الذي لا يملكه غيرك ، اللهم اجعلني وإياهم في عبادك وعياذك و جوارك وأمانك وحزبك وحرزك وكنفك ، ومن شر شيطان وسلطان وإنس وجان وباغ وحاسد وسبع و حية وعقرب ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط مستقيم. - حسبي الرب من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي الساتر من المستورين ، حسبي الناصر من المنصورين ، حسبي القاهر من المقهورين ،.....وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

الجواب

الحمد لله.


أولاً :
الأصل في الأذكار والأوراد : أن يُلتزَم فيها بما ورد في النصوص الشرعية من حيثُ ألفاظُها ، وكيفيتها ، وعددها ، وزمانها ، ومكانها ، فلا نلتزم ذكراً أو ورداً بكيفية محددة ، أو وقت معين ، أو عدد محدد ، إلا بما ورد وثبت في السنة النبوية .
وأما الأوراد المخترعة ، أو التي تُروى عن بعض العلماء ، فلا يجوز التزامها كورد ثابت .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَسُنَّ لِلنَّاسِ نَوْعًا مِنْ الْأَذْكَارِ وَالْأَدْعِيَةِ غَيْرِ الْمَسْنُونِ ، وَيَجْعَلَهَا عِبَادَةً رَاتِبَةً يُوَاظِبُ النَّاسُ عَلَيْهَا كَمَا يُوَاظِبُونَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ؛ بَلْ هَذَا ابْتِدَاعُ دِينٍ لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ بِهِ ؛ بِخِلَافِ مَا يَدْعُو بِهِ الْمَرْءُ أَحْيَانًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْعَلَهُ لِلنَّاسِ سُنَّةً ... وَأَمَّا اتِّخَاذُ وِرْدٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ وَاسْتِنَانُ ذِكْرٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ : فَهَذَا مِمَّا يُنْهَى عَنْهُ .
وَمَعَ هَذَا ، فَفِي الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ ، وَالْأَذْكَارِ الشَّرْعِيَّةِ غَايَةُ الْمَطَالِبِ الصَّحِيحَةِ ، وَنِهَايَةُ الْمَقَاصِدِ الْعَلِيَّةِ ، وَلَا يَعْدِلُ عَنْهَا إلَى غَيْرِهَا مِنْ الْأَذْكَارِ الْمُحْدَثَةِ الْمُبْتَدَعَةِ إلَّا جَاهِلٌ ، أَوْ مُفَرِّطٌ ، أَوْ مُتَعَدٍّ " . انتهى ، "مجموع الفتاوى" (22/511) .

وقال الشيخ عبد الرزاق العباد حفظه الله : " فالأدعيةَ المأثورةَ مشتملةٌ على جِماع الخير ، وتمامِ الأمرِ ، ونهايةِ المقاصدِ العليَّة ، وأشرفِ المطالبِ الصحيحة ، إلاَّ أنَّك ترى في كثيرٍ من الناس مَن يعدِلُ عنها ويرغَبُ في غيرها ، بل ولربَّما فضَّل غيرَها عليها ، ومِن هؤلاء مَن يجعلُ لنفسه وِرْداً خاصًّا قاله بعضُ الشيوخ ، فيلتزمُه ويحافظُ عليه ويعظِّمُ من شأنه ، ويقدِّمُه على الأدعية المأثورة ، والأورادِ الصحيحةِ الثابتة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهذا من أشدِّ الناس نكوباً عن الجادَّة ". انتهى من " فقه الأدعية والأذكار" للشيخ عبد الرزاق العباد (2/ 47).

وقال العلاَّمة المعلّمي رحمه الله: " ... وما أخسر صفقة مَن يَدَع الأدعيةَ الثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ ، أو في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يكاد يدعو بها ، ثمَّ يعمدُ إلى غيرِها فيَتحرَّاه ويُواظبُ عليه ، أليس هذا من الظلم والعدوان؟ ". انتهى ، " كتاب العبادة" صـ524 .
وينظر جواب السؤال ( 6745 ) ففيه زيادة بيان .
ثانياً :
هذا الورد نسبه بعض العلماء للإمام النووي رحمه الله تعالى ، ولا نستطيع الجزم بهذه النسبة ؛ لعدم وجود أدلة كافية لإثبات هذه النسبة ، خاصةً أن الإمام النووي قد جمع كتاباً عظيماً في الأذكار ، ولم يشر من قريب ولا بعيد إلى هذا الورد المنسوب إليه .
وعلى فرض ثبوت نسبته للإمام النووي ، فهو اجتهاد منه رحمه الله تعالى ، والله لم يجعل لنا قدوة نتأسى به في جميع أقواله وأحواله إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وَمِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَيْبًا : مَنْ يَتَّخِذُ حِزْبًا لَيْسَ بِمَأْثُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ حِزْبًا لِبَعْضِ الْمَشَايِخِ ، وَيَدَعُ الْأَحْزَابَ النَّبَوِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَقُولُهَا سَيِّدُ بَنِي آدَمَ ، وَإِمَامُ الْخَلْقِ ، وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ". انتهى ، " مجموع الفتاوى" (22/525) .

فالخيرُ كلُّ الخير في اتِّباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والاهتداءِ بهديِه وترسمِ خُطاه ، ولزوم نهجه ، فهو القدوةُ لأمَّته ، والأُسوةُ الحسنةُ لهم ، وقد كان أكملَ الناس ذكراً لله ، وأحسنَهم قياماً بدعائه سبحانه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب