الحمد لله.
إن ما يُعرض على شاشات التلفاز من المسلسلات التاريخية وغيرها فيه من المخالفات الشيء الكثير ، فمن ذلك :
1. التحريف في النصوص التاريخية ، وزيادات كثيرة في التفاصيل التي لا تندرج فقط تحت صياغة حوار افتراضي ، بل تدخل في اختلاق وقائع وأحداث بكاملها ، والكذب والافتراء على السلف والعلماء والمجاهدين بذِكر أشياء لم تحدث في حياتهم أو بالمبالغة فيها ، وأقبح ما تجد في بعضها ما يعرض من قصص حب وغرام بين عالم أو مجاهد وبين فتاة من المعجبات به ! .
2. إظهار أولئك الكبار العظماء بصورة قبيحة مخالفة للشرع من حيث اللباس والهيئة ، والزيادة على ذلك بتصوير أهلهم ونسائهم بصورة عصرية حسب هوى القائمين على العمل .
3. ما يُرى من الاختلاط بين الرجال والنساء في تلك المسلسلات ، ومن يعلم ما يحدث أثناء التصوير وقبله ، بل من يعرف طبيعة هذا الوسط ، وأخلاق أهله والمنشغلين به : لا يحتاج إلى بيان أو دليل لينفر عنه .
4. ما يُسمع من الموسيقى قبل بداية المسلسلات وفي أثنائها وفي نهايتها .
5. التبرج والسفور في جميع أنواع المسلسلات واضح للعيان ، وظهور النساء أصلا لا يحل فكيف أن تظهر النساء متبرجات بزينة ؟! .
6. ما تحتويه بعض تلك المسلسلات من رقص ، وغناء ، وشرب للخمور من الإماء والجواري ، بدعوى نقل الحدث على حقيقته من الفجور والإثم المبين ، مع ما فيه من كذب وتشويه لسير كثير ممن يدعون أن هذه سيرته وتلك حياته .
7. تمثيل الصحابة الأجلاء وبصورة مزرية وقد يمثِّل دوره ممثل فاسق أو كافر ! .
وتجدين في جواب السؤال رقم ( 14488 ) حكم تمثيل شخصيات الصحابة .
8. تمثيل دور كافر يحمل صليباً ، أو يسجد له ، أو عليه ، أو كافر يشتم النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الإسلام ، وكل ذلك كفر بالله تعالى وردة عن الدِّين ، ولا نعلم رخصة شرعية لأن يرتكب الممثل شيئا من أقوال الكفر أو أعماله .
وهكذا حال من يفعل المنكرات الظاهرة ، فعلا حقيقيا لها : كمن يشرب الخمر الحقيقية في التمثيل ، أو يقبل امرأة لا تحل له ، أو نحو ذلك ؛ بل قد نص أهل العلم على تحريم التظاهر بمثل ذلك ، أو التشبه بأهله ؛ كمن يشرب الماء على هيئة شرب الخمر ، أو نحو ذلك .
9. إشغال المسلمين وإضاعة أوقاتهم على التافه من المسلسلات التي تعرض محرِّفة لتاريخ ناصع أو مشوهة لشخصية عظيمة ، أو مهيجة للشباب والشابات على الشهوات ، أو مشجعة لهم على إنشاء العلاقات المحرَّمة ، وغير ذلك كثير مما تحويه تلك المسلسلات مجتمعة .
ونأسف أن يكون هذا الإشغال للمسلمين في موسم رمضان في شهر القرآن والقيام والاعتكاف ، مما يدل على خبث ومكر من شياطين الإنس ، ليقوموا بدور المردة المصفدين في إشغال المسلمين عن الطاعة والعبادة ، وإيقاعهم في المحرمات مشاهدة وسماعاً .
ولذلك فإننا نرى أنه لا يجوز للمسلم أن يشاهد تلك المسلسلات بجميع أنواعها ، وأن الحرمة تشتد بكثرة ما فيها من مخالفات للشرع .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
فالواجب على كل مسلم ومسلمة تجنب هذه المنكرات والحذر منها ، وهكذا مشاهدة المسلسلات المشتملة على تبرج النساء تحرُم مشاهدتها ؛ لما في ذلك من الخطر العظيم على مشاهدتها من مرض قلبه ، وزوال غيرته ، وقد يجره ذلك إلى الوقوع فيما حرم الله ، سواء كان المشاهد رجلا أو امرأة .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 72 ) .
وانظري أجوبة الأسئلة ( 118513 ) و ( 125535 ) و ( 63704 ) .
تعليق