الحمد لله.
أولاً :
ينبغي على الزائر ، أو من كان قريباً من المريض كالطبيب المباشر : أن ينفسوا للمريض في أجله ، ويهونوا عليه ما يجد ، وأن يبشروه بحصول الشفاء والعافية وطول البقاء .
فقد روى البخاري (3936) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : " عَادَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ مَرَضٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ ( أي : قاربت ) ..... فقال له عليه الصلاة السلام : ( وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ ... الحديث ) .
ويدل عليه أيضاً : ما ثبت
علمياً من أن العامل النفسي للمريض يساعد في العلاج والشفاء من الأمراض ، وأنه كلما
كانت معنويات المريض أقوى كلما كان العلاج ممكنا وسريعا .
ثانياً :
إخبار المريض بحقيقة مرضه ، وأن ذلك المرض قد يكون سببا في وفاته ، فيه تفصيل :
فإن كان الإخبار بذلك لا يزيد من حال المريض سوءاً ، فالأصل جواز الإخبار ، مع
تذكير المريض بإمكانية الشفاء ، كأن يقال له – مثلاً - : أناس أصيبوا بهذا المرض
وشفوا منه بفضل الله ، وغيرها من الكلمات التي تُرجي المريض في الشفاء .
وأما إن كان في الإخبار ضرر على حال المريض ، فالأولى أن لا يخبر .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله : إذا علم الطبيب أن المريض يعاني من داء عضال كالسرطان – مثلاً - ، فهل يخبر
المريض بهذا الأمر ، أو يتجه إلى التعريض ولا يصرح به ؛ خشية أن يتأثر المريض
نفسياً ، وكيف يتصرف الطبيب إذا سأل المريض سؤالاً مباشراً ومحدداً عن طبيعة المرض
، فهل يقول الصدق ؟ مهما كانت النتائج أم كيف يتصرف ؟
فأجاب رحمه الله : " هذا
يختلف باختلاف المرضى ، فمن المرضى من هو قوي الشخصية ، ولا يهمه أن يكون مرضه
مهلكا أو غير مهلك ، فهذا يجب أن يُخبر بالواقع ؛ لأن المريض قد يكون له علاقات
خاصة بأهله ، أو عامة مع الناس ، يحتاج أن يصحح ما كان خطأً ، فهنا لا بد من إخباره
، والحمد لله لا يضر .
وأما إذا كان المريض ضعيف الشخصية ، ويُخشى إذا أخبر بالواقع ، أن هذا المرض مهلك ،
يتأثر أكثر ويكون همه هذا المرض ، ومعلوم أن المريض إذا ركز على المرض ، وصار المرض
همه ، أنه يزداد مرضه ، لكن إذا تغافل عنه وتناساه ، كأن لم يكن به شيء ، فهذا من
أكبر أسباب العلاج ، فالمسألة تختلف باختلاف الناس " انتهى من محاضرة بعنوان "
إرشادات للطبيب المسلم " .
http://www.ibnothaimeen.com/all/eTV.shtml
وسئل الشيخ عبد الكريم
الخضير حفظه الله : سمعت أن شخصاً مريضاً في القرية التي أسكن فيها وعندما ازداد به
المرض ذهبوا به إلى الطبيب للعلاج ، ولكن الطبيب قال لأصحاب المريض إنه سوف يموت
بعد خمسة عشر يوماً ، وعندما انقضت هذه المدة مات المريض ، واستغرب الناس في هذه
المدة التي حددها الطبيب ، فما رأي فضيلتكم ؟
فأجاب حفظه الله : " لعل هذا
الطبيب قال هذا من باب التوقع لما رأى من حالة المريض وأن مرضه خطير ، فقال من باب
التوقع لا من باب الجزم ، أما الجزم بأن فلاناً يموت بعد كذا وكذا ، فهذا لا يجوز ،
لأن أحداً لا يدري عن نفسه هو متى يموت ، فكيف يدري عن موت غيره ؟! قال تعالى : (
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ
تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان / 34 .
فالإخبار بأن فلانا سيموت في يوم كذا وكذا على سبيل الجزم : هذا لا يجوز ، ومن
ادعاء علم الغيب .
أما إذا قال قائل : إن
فلاناً يمكن أن يموت بعد مدة ، أو بعد أيام ، نظراً لحالته المرضية ومن باب التوقع
فقط ، فهذا لا بأس به ، لكن لا ينبغي أن يُشاع ، وأن يسمعه المريض أو أولياء المريض
؛ لأن هذا يؤثِّر على نفسية المريض ويزيده مرضاً ، ويؤثر كذلك على نفسية أقربائه ،
فينبغي كتم مثل هذا ، وفتح باب الأمل للمريض وأهله بأنه سيشفى بإذن الله ، وأن مرضه
سيزول وما أشبه ذلك " انتهى .
http://www.al-forqan.net/fatawa/1158.html
والله أعلم
تعليق