الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

المثل الأعلى

21200

تاريخ النشر : 16-05-2001

المشاهدات : 8355

السؤال

هذا السؤال يتكرر كثيراً وهو : من هو مثلك الأعلى وتختلف الإجابة باختلاف الأشخاص هناك من يقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهناك من يقول : والدي وهكذا .
ما رأي سماحتكم حفظكم الله في هذا السؤال ؟ وما علاقته بآية سورة النحل رقم 60 وهي قوله تعالى : ( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وكذا آية سورة الروم رقم 27 وهي قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم ) ؟ . أفيدونا أثابكم الله .

الجواب

الحمد لله.

المعنى يختلف فيما أشرت إليه فإذا أريد بيان من هو الأحق بالوصف الأعلى فالجواب هو الله وحده؛ لأنه سبحانه هو الذي له المثل الأعلى في كل شيء ومعناه الوصف الأعلى ، وهو سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له ، وهذا المعنى هو المراد في الآيتين الكريمتين المذكورتين في سؤالك ، وقد قال الله عز وجل : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) وقال سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة فإنه يفسر بالرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أكمل الناس هديا وسيرة وقولا وعملا وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة كما قال الله سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) وقال عز وجل في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان خلقه القرآن ) والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يعمل بأوامر القرآن وينتهي عن نواهيه ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها . والله ولي التوفيق .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله ، م/4 ، ص/425