الحمد لله.
أولاً:
ينبغي على العبد الناصح لنفسه: أن يحذر بالغ الحذر من اتباع ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء وما يسوّله له شيطانه ، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) النور/21.
وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ ، وَلا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ) رواه مسلم (338).
قال النووي رحمه الله:
" فيه تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة المرأة، وهذا لا خلاف فيه " انتهى.
ثانيا:
يجب على المسلم أن يحفظ سمعه وبصره وجوارحه من الوقوع فيما حرَّم الله تعالى عليه ، لا سيما من كان صائما؛ فليس من الحكمة ولا الشرع في شيء : أن يصوم المرء عما أحل الله له من الطيبات، ثم يطلق سمعه وبصره ولسانه فيما حرم الله.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري (1804).
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب ، والمأثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء .
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (93723)، ورقم: (50063)، ورقم: (66699).
ثالثاً :
من خرج منه المني بسبب تكرار النظر: فقد فسد صومه في أصح قولي العلماء؛ خلافا لمن قال إنه لا يفطر، كما أن الإنزال بالتفكر لا يفطر.
قال ابن قدامةَ رحمه الله :
"وَلَنَا: أَنَّهُ إنْزَالٌ بِفِعْلٍ يُتَلَذَّذُ بِهِ، وَيُمْكِنُ التَّحَرُّزُ مِنْهُ؛ فَأَفْسَدَ الصَّوْمَ، كَالْإِنْزَالِ بِاللَّمْسِ.
وَالْفِكْرُ لَا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ مِنْهُ، بِخِلَافِ تَكْرَارِ النَّظَرِ" انتهى من "المغني" (3/129).
والخلاصة:
أنه يلزمك فيما فعلت أمران:
- المسارعة للتوبة إلى الله مما بدر منك فعسى أن يتوب عليك ويغفر لك .
- قضاء ذلك اليوم ، ولا يلزمك كفارة، لأن الكفارة لا تجب إلا على من أفسد صيامه بالجماع، وينظر جواب السؤال: (71213).
والله أعلم.
تعليق