الأحد 19 شوّال 1445 - 28 ابريل 2024
العربية

الرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة، فما هي سائر الأجزاء؟

420158

تاريخ النشر : 28-04-2023

المشاهدات : 2968

السؤال

هل نعرف ما هي الأجزاء الـ 45 الأخرى للنبوة؟

الجواب

الحمد لله.

روى البخاري (6989) من حديث أبي سعيد، ومسلم (2263) من حديث أبي هريرة عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ).

وجاء بألفاظ أخر، وينظر الكلام على معناه، في جواب السؤال رقم:(175477). 

وأجزاء النبوة المشار إليها في الحديث من الغيب الذي لا يُعلم إلا إذا ورد نص به، وقد قال بعض أهل العلم: إن ذلك غير معلوم، وإن الحديث لم يُسق لبيانها ، وإنما لبيان شأن الرؤيا الحسنة الصالحة.

فقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ المالكي: "أَجْزَاء النُّبُوَّة لَا يَعْلَم حَقِيقَتهَا إِلَّا مَلَك أَوْ نَبِيٌّ , وَإِنَّمَا الْقَدْر الَّذِي أَرَادَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُبَيِّن أَنَّ الرُّؤْيَا جُزْء مِنْ أَجْزَاء النُّبُوَّة فِي الْجُمْلَة ، لِأَنَّ فِيهَا اِطِّلَاعًا عَلَى الْغَيْب مِنْ وَجْه مَا، وَأَمَّا تَفْصِيل النِّسْبَة، فَيخْتَصّ بِمَعْرِفَتِهِ دَرَجَة النُّبُوَّة.

وَقَالَ الْمَازِرِيّ : لَا يَلْزَم الْعَالِم أَنْ يَعْرِف كُلّ شَيْء جُمْلَة وَتَفْصِيلًا , فَقَدْ جَعَلَ اللَّه لِلْعَالِمِ حَدًّا يَقِف عِنْده , فَمِنْهُ مَا يَعْلَم الْمُرَادَ بِهِ جُمْلَة وَتَفْصِيلًا , وَمِنْهُ مَا يَعْلَمهُ جُمْلَة لَا تَفْصِيلًا , وَهَذَا مِنْ هَذَا الْقَبِيل " انتهى من "فتح الباري" (12/364).

وقد جاء في السنة بيان لشيء من أجزاء النبوة، كما روى الترمذي (2010) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ المُزَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّمْتُ الحَسَنُ، وَالتُّؤَدَةُ، وَالِاقْتِصَادُ: جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي". وينظر أيضا: "حاشية مسند أحمد" ط الرسالة (4/432).

فهذا ما وقفنا عليه فيما يتعلق بأجزاء النبوة.

وبكل حال، فما يحتاجه العبد من علوم النبوة، وأحوالها، وما يتعلق بتكليفه: قد بلغه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وحفظه الله عليها، واعتنى بضبطه أئمة العلم والدين.

وأما نفس "النبوة" ومرتبتها، فلا تنال بالطلب ولا الجهد ، ولا بالبحث عن أحوالها، وتعرف أجزائها، ولو كان ذلك في أزمان النبوة ، وتتابع الرسالات؛ فكيف وقد ختمت النبوة والرسالة بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وانقطع الطمع فيها ، وثبت أنْ لا نبيَّ بعده ؛ فلم يبق للعبد الناصح لنفسه سوى طلب علوم النبوة ، واقتفاء آثارها.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب