الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

شرح حديث (من أصبح منكم آمنا في سربه)

تاريخ النشر : 17-03-2008

المشاهدات : 1011450

السؤال

ما صحة هذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)؟

ملخص الجواب

1- حديث (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) رواه البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي في "السنن" وقال: حسن غريب. 2- (من أصبح منكم) أي: أيها المؤمنون. ( آمناً) أي: غير خائف من عدو. (في سِربه) أي: في نفسه، وقيل: السرب: الجماعة، فالمعنى: في أهله وعياله. ( معافى) أي: صحيحاً سالماً من العلل والأسقام. (في جسده) أي: بدنه ظاهراً وباطناً. (عنده قوت يومه) أي: كفاية قوته من وجه الحلال. ( فكأنما حيزت له الدنيا) أي: فكأنما أعطي الدنيا بأسرها.

الحمد لله.

درجة حديث (من أصبح منكم آمناً في سربه...)

هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا. رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال: حسن غريب.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة: "وبالجملة، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر. و الله أعلم. انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
 

شرح حديث (من أصبح منكم آمناً في سربه...)

يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث:
" قوله: من أصبح منكم أي: أيها المؤمنون. آمناً أي: غير خائف من عدو.
في سِربه أي: في نفسه، وقيل: السرب: الجماعة، فالمعنى: في أهله وعياله. وقيل بفتح السين أي: في مسلكه وطريقه، وقيل بفتحتين أي: في بيته. كذا ذكره القاري عن بعض الشراح. وقال التوربشتي:
معافى اسم مفعول من باب المفاعلة، أي: صحيحاً سالماً من العلل والأسقام.
في جسده أي: بدنه ظاهراً وباطناً. عنده قوت يومه أي: كفاية قوته من وجه الحلال. فكأنما حيزت: بصيغة المجهول من الحيازة، وهي الجمع والضم. (له) الضمير عائد لـ (من)، وزاد في " المشكاة ":  بحذافيرها . قال القاري: أي: بتمامها، والحذافير الجوانب، وقيل الأعالي، واحدها: حذفار أو حذفور. والمعنى: فكأنما أعطي الدنيا بأسرها." انتهى "تحفة الأحوذي" (7/11)

وقال المناوي رحمه الله:
" يعني: من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصية، ولا يفتر عن ذكره. قال نفطويه:
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب."  انتهى "فيض القدير" (6/88)

ولمزيد الفائدة، ينظر هذه الأجوبة: 436410، 286430، 109609.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب