حكم ترديد ذكر معين في وقت معين .

19-06-2013

السؤال 198928


ما حكم ترديد ذكر معين طول الوقت ؟

مثل ترديد بدون عدد معين سيد الاستغفار فقط قبل أذان الفجر ، وترديد الصلاة الإبراهيمية كاملة بدون عدد فقط ليلة الجمعة ويوم الجمعة فقط .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
تخصيص وقت معين لذكر الله أو الاستغفار أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، يقع على صورتين :
الأولى :
أن يكون على سبيل التعبد واعتقاد الفضل في إيقاع العبادة في هذا الوقت ، وهذا لا يشرع إلا فيما ثبت تخصيصه من قبل الشارع .
والثانية :
ألا يكون على سبيل التعبد ، بل يقع التخصيص لكونه وقت فراغ الإنسان ونشاطه ، ونحو ذلك ، وهذا لا حرج فيه .
راجع جواب السؤال رقم : (148174) .
ثانيا :
قبل الفجر وقت السحر يشرع فيه الاستغفار ؛ كما قال تعالى : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات/ 18 ، قال السعدي رحمه الله :
" (وَبِالأسْحَارِ) التي هي قبيل الفجر (هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الله تعالى ، فمدوا صلاتهم إلى السحر ، ثم جلسوا في خاتمة قيامهم بالليل ، يستغفرون الله تعالى ، استغفار المذنب لذنبه ، وللاستغفار بالأسحار ، فضيلة وخصيصة ، ليست لغيره ، كما قال تعالى في وصف أهل الإيمان والطاعة : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) آل عمران/17 " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 809) .

وعلى ذلك : فتخصيص هذا الوقت بالاستغفار ، من بين غيره من الأدعية والأذكار : هو عمل فاضل مشروع ، فإن كان أثناء الصلاة في ذلك الوقت فهو أفضل ، قال ابن كثير رحمه الله :
" فَإِنْ كَانَ الِاسْتِغْفَارُ فِي صَلَاةٍ فَهُوَ أَحْسَنُ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 390) .

ثم ، لا يظهر لنا حرج في أن يلزم الصيغة المذكورة في الاستغفار : "اللهم أنت ربي لا أنت" ، فقد ثبت في السنة أنها صيغة فاضلة : "سيد الاستغفار" ؛ لكن لو نوع بينها وبين غيرها من صيغ الاستغفار الواردة : لكان أولى وأحسن .
وينظر جواب السؤال رقم : (126934) ، ورقم : (122968) .

ثالثا :
روى أبو داود (1047) عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُولُونَ : بَلِيتَ ؟ فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال ابن علان رحمه الله :
" ( فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ) ليزكو ثوابها وينمو فضلها، لأن العمل الصالح يشرف بشرف زمانه ومكانه " انتهى من "دليل الفالحين" (6/ 627) .
وروى البيهقي (5994) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا ) وحسنه الألباني في "الصحيحة" (1407) .

قال علماء اللجنة الدائمة :
" الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة دائما، وتتأكد في يوم الجمعة من غير تخصيص بساعة معينة منه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/ 162) .

وعلى ذلك : فالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : يوم الجمعة ، وليلته : عمل فاضل مشروع ، ثبت في السنة الندب إليه .
ثم إن الصلاة الإبراهيمية : هي أفضل صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فاختيارها للوقت الفاضل : حسن مشروع ، لا حرج فيه إن شاء الله .

وانظر جواب السؤال رقم : (88102) .

والله تعالى أعلم .

البدعة الأذكار الشرعية
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب